الماسونية لفظ مختصر من أصل لاتيني وهي مركبة من كلمتين " فرانك - ماسون " أي البناؤون الأحرار، فهي عالم محكم الإغلاق تحكمه الطقوس و الرموز والإشارات واللمسات والدرجات، وبدراسة معمقة للرموز الماسونية نجدها تقود إلى البعيد لأن الكلمات بذاتها ليست إلا رموز لأفكار، تصب في نهاية المطاف إلى تنفيذ البرامج والمخططات التي رسمتها لها الصهيونية العالمية، ويظهر ذلك جليا من إعتمادها على النصوص التوراتية في بعض رموزهم وطقوسهم، فالإرتباط بين الماسونية والصهيونية العالمية وثيق، بل يقال بأن الماسونية بنت الصهيونية، فسرية هذه الجمعية وجدلياتها الفلسفية تضعنا أمام تساؤل هل هي ديانة، أم جمعية سرية، أو جمعية لها أسرار، فالماسونيون يزعمون بأنها ليست ديانة ولا بديلا وأنها تطلب من أعضائها الإيمان الكامل بالكائن العظيم، وهو الإسم المستعمل الذي يخول أصحاب المعتقدات المختلفة الإلتقاء في الصلاة، دون أن تثير تعابيرها أي إنشقاق في ما بينهم، وليس ثمة إله ماسوني، لذا فإن الماسوني يبقى " حسب زعمهم " متعلقا بإله الدين الذي يؤمن به، فالماسونية جمعية من أكبر الجمعيات وأغناها وأشهرها وأقدمها، بسبب إعتناق كثير من رجال السياسة والإقتصاد والفكر في العالم وإنضمامهم تحت رايتها، ولقد تعددت أسماء الماسونية بتعدد مذاهبها، وأختلف المؤرخين حول تسميتها، ولمنشأها أقوال متضاربة، فمن قال بحداثتها، ومن قال بأنها أنشئت من " جمعية الصليب الوردي " التي تأسست عام 1616م ومنهم من أوصلها إلى الحروب الصليبية، وآخرون أرجعوها إلى حكماء اليونان في الجيل الثامن قبل الميلاد، ومنهم من قال أنشئت في هيكل سليمان، وغيرهم أوصلها إلى " الكهانة المصرية " و " الكهانة الهندية " ، والماسونية مشتقة من " القوة الخفية " التي أسسها الملك " هيرودتس اغريبا " والذي كان يهدف إلى إغتيال أتباع عيسى إبن مريم " عليه السلام " ، وقد عرفت الماسونية بإسم " أولاد الأرملة " نسبة إلى مؤسسها اليتيم " حيرام أبي " المهندس الصوري الذي أرسله ملك صور " أحيرام " لبناء هيكل سليمان بن داوود " عليه السلام " زمن الكنعانيين، وكان أقدم محفل مهني في العالم قد أنشئ في مدينة صور الفينيقية وكان ذلك في سنة 2956 قبل الميلاد، وفي عام 1717م قام القسيس الإنجليزي " أندرسون " بوضع الدستور الماسوني، وبدأت أثنائها المحافل بشكل رسمي، وهو بهذا الدستور أراد أن يخلق لغة كونية من خلال الرموز، وهذا الأمر جعل الماسونيين يتعرفون على بعضهم البعض ولو أختلفت جنسياتهم وإنتمائاتهم ولغاتهم لأنهم يمتلكون لغتهم الخاصة إضافة إلى لغة بلادهم، وأدى إعتناق بعض ملوك أوروبا للماسونية إلى ثلاث ثورات مفصلية في تاريخ البشرية، الثورة الأمريكية بقيادة " جورج واشنطن " ، والثورة الفرنسية التي أطاحت بالملكية ورجال الأكليروس وجعلت شعار الجمهورية الفرنسية المثلث الماسوني " حرية، مساواة، إخاء " وهو مايسمى أركان الثالوث الماسوني، أما الثورة البولشفية والتي أطاحت بالنظام القيصري الروسي والأرثوذكسي وقادها الماسوني لينين مع تروتسكي وستالين، وأول من أدخل الماسونية إلى مصر هو نابليون بونابرت، ومنها إلى لبنان عبر المفكرين اللبنانين الذين كانوا يقيمون في مصر هربا من إستبداد السلطة العثمانية، وبلغ عدد المذاهب الماسونية إلى 52 مذهبا يستحيل إتحادها لأن لكل مذهب نظرة فلسفية خاصة، ومن أهم المنظمات : الروتاري، الديفورم، تيرويدرست، الماركسية، البروليتارية، بلوتو، أنورشيست، ونظرة الإسلام إلى الماسونية بأنها " كفرا وزندقة " dr .mahmoud@batterjee .com