بالنسبة لزوجة الهارب سعيد الشهري لليمن، يصر والدها العقيد متقاعد الدكتور محمد الجبيري على أن ابنته (وفاء) أجبرت على مغادرة المملكة برفقة أطفالها رغما عنها، وهي أقرب إلى أنها اختطفت. يقول الجبيري «تلقيت اتصالا في اليوم الثاني من اختفاء وفاء أوضحت لي فيه أن زوجها سعيد قدم للرياض بمفرده، وهي في أسبوعها الثاني من ولادتها بطفلتها شذى، وكانت بمفردها في المنزل بعد أن غادرت والدتها للمستشفى مع أمها (جدة وفاء)، بينما كان يترقب زوجها لحظة خلو المنزل». ويضيف «وطلب منها أن تستقل السيارة هي وأبناؤها، وبالفعل غادرت معه إلى أن دخلوا اليمن، وسمح لها بمكالمتي ومكالمة والدتها، وهي غارقة في دموعها وأخبرتنا أنهم في منطقة نائية، وبعيدة جدا عن السكان». ويوضح والد وفاء أن ابنته أبلغته بأنها اضطرت للمشي مسافة عشرة كيلو مترات من موقع المنطقة الجبلية النائية التي لا تحوي سوى سعيد ورفاقه، حتى تتمكن من محادثتهم. ويفيد أن ابنته قالت له: «أنا أرغب في العودة للوطن، بيد أننا في منطقة بعيدة ونائية، ومن الصعب أن أتمكن من ذلك، خاصة في ظل وجود أطفالي معي». وحول المعلومات التي تتحدث عن أن ابنته عضو في تنظيم القاعدة، وتعرف داخل الأوساط الجهادية بكنية أم هاجر الأزدي، يرد بالقول «كلها ألاعيب من ألاعيب القاعدة لاستغلاها إعلاميا، وإيصال فكرة أن خروجها جاء نصرة وطاعة لهذه الفئة الضالة.. كله تزوير للحقائق وتضليل للبصائر». وكانت أضواء وسائل الإعلام سلطت خلال اليومين الماضيين، بعد بث وزارة الداخلية نص المكالمة الهاتفية بين الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية والهالك حسن عسيري، حيث بدا اهتمام مساعد وزير الداخلية في معرفة أوضاع زوجة سعيد الشهري وأبنائها الثلاثة، خوفا عليهم من التهلكة والمشقة. «هناك جهود مبذولة من المسؤولين بشكل لا يوصف لاستعادة وفاء، وما أصدق من دليل على ذلك إلا مكالمة الأمير محمد بن نايف مع المنتحر التي أوضحت مدى حرصه على وفاء وأبنائها أكثر من أي شيء آخر، وبإذن الله ستعود في القريب العاجل هي وأبناؤها سالمين معافين». وعن زواج ابنته وفاء من زوجها سعيد الشهري، يقول الجبيري «جاءني ابني يوسف وأقنعني أن سعيد الشهري رجل صالح، ويجب احتواؤه من خلال تزويجه لكي لا يعود لأفكاره السابقة، وظل يقنعني حتى وافقنا على تزويجه أملا في إصلاحه». ولم يسلم والد وفاء الجبيري من الصدمة الأولى باختفاء زوج ابنته حتى توالت الصدمات باختفاء ابنته وأطفالها، ووسيط الزواج ابنه يوسف، ولم تنته القائمة بانضمام حفيده عبد الإله إليها، والأخيران ضمن قائمة المطلوبين أيضا. يتحدث عن تورط ابنه يوسف مع أرباب الظلام «تلقيت منه اتصالا هاتفيا من اليمن في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، واتضح لي أنه يرغب في العودة وتسليم نفسه، ولكن الواضح أنهم يتعرضون لضغوط تمنعهم من ذلك». وبالنسبة لوالدتها فحالها لا يختلف عن حالة والدة سعيد، حيث تعيش في حالة صحية ونفسية سيئة، إضافة إلى وفاة والدتها (جدة وفاء) ما زاد من آلامها وأسئلة لا تهدأ عن أحوال ابنتها وأطفالها، وكم هي في أمس الحاجة لوجود ابنتها لتخفيف أحزانها.