استدرج تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ابن شقيق زوجة الرجل الثاني في التنظيم الإرهابي عبد المجيد فيصل محمد الجبيري الشهري (20 عاما)، ليصبح بذلك أحدث عضو ينتمي للتنظيم الإرهابي الذي يتخذ من الأراضي اليمنية منطلقا لاستهداف أمن المملكة. وكشفت والدة وفاء الشهري زوجة الرجل الثاني في قاعدة اليمن سعيد الشهري وجدة عبد المجيد في اتصال هاتفي مع «عكاظ» أمس، عن أن عبد المجيد تغيب عن أسرته التي تقطن حي النسيم، شرقي الرياض، عقب عيد الأضحى الماضي، وأنه فاجأ والدته في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي من مكان مجهول، موضحة أن عبد المجيد الطالب في مرحلة التوجيهي أكد أثناء حديثه مع والدته أنه قابل عمته وفاء الشهري وأنها «طيبة وبخير» بحسب قوله. وهنا أكدت المصادر أن العضو القاعدي الجديد تمكن من بلوغ التنظيم الإرهابي في اليمن وانضم إليه بعد شهر ونصف الشهر من مقتل عمه المطلوب يوسف الشهري في اشتباك أمني عند نقطة أمن الحمراء على طريق الساحل في منطقة جازان يوم الرابع والعشرين من شوال الماضي، وهو الاشتباك الذي قتل فيه أيضا المطلوب رائد الحربي، بينما كانا المطلوبان وسائق المركبة يحاولون عبور نقطة التفتيش بعدما تنكر الاثنين في زي نسائي. وأكدت والدة وفاء الشهري الملقبة حركيا ب «أم هاجر الأزدية» أن أخبار ابنتها وصغارها انقطعت منذ المكالمة اليتيمة التي أجرتها مع شقيقتها الصغرى في رمضان الماضي إلى أن اتصل عبد المجيد الشهري بوالدته وأبلغها عن أحوال وفاء. تجنيده للقاعدة والواضح أن الرجل الثاني في قاعدة اليمن سعيد الشهري نجح في استقطاب ابن شقيق زوجته مستغلا حداثة سن الشاب والظروف المحيطة به، لا سيما أن القاعدي الجديد على صلة جيدة بعمه يوسف قتيل نقطة أمن الدرب وكذلك عمته وفاء الشهري، التي كانت تتواصل معه خلال الأشهر الماضية إلى جانب خصوصية العلاقة التي تربطه بابن عمه المطلوب عبد الإله الشهري المدرج في قائمة المطلوبين ال 85 أمنيا التي أعلنتها وزارة الداخلية في الثاني من نوفمبر 2009م، وهذا الأخير كان على تواصل مستمر مع ابن عمه عبد المجيد لتصبح تلك الظروف مجتمعة دافعا لانخراطه في التنظيم الإرهابي بعد تسلله للأراضي اليمنية مستغلا الأحداث التي شهدتها حدود المملكة الجنوبية. ولم يتسن التأكد من أن عبد المجيد الشهري تسلل بمفرده أم أن مجموعة رافقها للذهاب إلى اليمن، لكن المصادر لا تستبعد تسلله مع مجموعة أشخاص جندتهم قاعدة اليمن للانخراط فيها. تواصل مستمر وكان عبد المجيد الشهري قد كشف في مقابلة مع «عكاظ» في الثالث من يونيو الماضي عن مكالمة هاتفية تلقاها من ابن عمه المطلوب عبد الإله الشهري من داخل اليمن يسأل فيها عن والدته وإخوته. وذكر عبد المجيد حينها أنه تحدث معه قرابة ال 46 دقيقة، مشيرا إلى أن عبد الإله لم يخف سعادته لوجوده في اليمن وأنه يقضي جل وقته في التدرب وحمل الصناديق، وأن وزنه زاد واقترب من 75 كيلو جراما، مفيدا أن عبد الإله كان يمازحه في المكالمة وكان يقول له إنني مستعد لمطارحتك وسأتغلب عليك. وتحدث الشهري في لقاء الصحيفة عن مكالمة هاتفية تلقاها من عمته وفاء الشهري وهو الأول منذ تسللها لليمن برفقة صغارها الثلاثة، موضحا أنه تحدث إلى عمته وفاء وروت له تفاصيل وصولها لليمن، وأن زوجها سعيد الشهري هو من تولى نقلها بنفسه إلى الأراضي اليمنية، وأنه حضر إلى منزل الأسرة في حي النسيم، مستغلا عدم وجود والدتها ونقلها وصغارها بسيارة كان يتولى قيادتها سعيد. اختفاء وفاء شرح القاعدي الجديد في مقابلته كذلك ظروف اختفاء عمته أم هاجر الأزدية قائلا: «استيقظنا صباح ذات جمعة من شهر جمادى الأولى الماضي على نبأ اختفاء عمتي وأطفالها وبحثنا عنها في المستشفيات وسألنا عنها لدى بعض الأقارب لكن دون جدوى، لكنني فوجئت باتصالها على هاتفي الجوال بعد أيام من تغيبها لتبلغني أنها سافرت لليمن وبرفقتها أبنائها يوسف ووصايف وهاجر، والأخيرة ابنة سعيد الشهري، بينما الآخران من زوجين سابقين، أحدهما عبد الرحمن الغامدي قتل في مواجهة أمنية في جبال الهدى. سعيد المجرم في هذه الأثناء أكد والد الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد أنه لم يتلق أي اتصال هاتفي من ابنه سعيد الشهري منذ تسلله للأراضي اليمنية. وقال علي جابر الشهري الذي كان يتحدث مع «عكاظ» هاتفيا أمس من خميس مشيط: «سعيد لا يجرؤ على الاتصال لأنه يعرف موقفي جيدا منه ومن سلوكه الإجرامي وفظاعة ما أقدم عليه من عمل ضد الدين والوطن والمجتمع السعودي الآمن».