قبل أيام قليلة من دخول شهر رمضان وكما في كل سنة تشهد الأسواق ومحال بيع المستلزمات الرمضانية زحاما شديدا مع ملاحظة شراء كم هائل من المقاضي، ما يطرح تساؤلات حول سبب ذلك وهل فعلا تحتاج هذه الأسر إلى هذا الكم من الأغراض في الأيام الأولى من رمضان؟ ولماذا تعمد بعض الأسر إلى شراء أصناف كثيرة من المستلزمات وهي لا تزال مكدسة في مستودعاتهم من السنة الماضية، وبالتالي هل ثقافة الأسر السعودية هي السبب أم هناك أسباب أخرى؟ الجديد أفضل «عكاظ» التقت عددا من المتسوقين في أحد المراكز التجارية الكبرى في محافظة الجبيل وسألتهم عن أسباب تهافتهم على الشراء بدون ضوابط، ويقول المواطن علي الرويلي وهو موظف إحدى الشركات في الجبيل الصناعية إن مستودع منزله لايزال يحتوي على بعض المواد من شهر رمضان الماضي ولا تزال صلاحيتها سارية المفعول إلا أنني وكما ترى في السوق لأشتري إغراض رمضان، وعن الأسباب التي دعت إلى عدم استخدامها قال قد يكون الخوف من صلاحيتها سبب رئيسي رغم أن الغلاف لايزال يحتوي على أشهر عدة حتى موعد انتهاء الصلاحية لكن شراء الجديد أفضل بكثير من القديم لأن الثقة في المنتجات القديمة معدومة خصوصا مع ما نشاهده هذه الأيام عبر الصحف من إتلاف كميات كبيرة من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية. من جانبها قالت أم عبدالله وهي أم لتسعة أطفال ليس لدي من يوصلني إلى السوق في الأسبوع ثلاث مرات فاضطر إلى شراء احتتياجات شهر كامل وللأسف نصطدم بعروض وهمية حيث تخفض أسعار مواد وترفع أسعار أخرى وبذلك يكون المتضرر هو من يشتري كل المستلزمات في وقت واحد. أما المواطن حسن شهاره الموظف في إحدى الشركات في الجبيل الصناعية فقال إن هناك ضعف في ثقافة المواطن السعودي الاستهلاكية، حيث يعمل رب المنزل وربة المنزل المطبخ بالمواد الغذائية وقد يمر شهر رمضان كاملا دون أن يستخدم كل الأصناف التي اشتراها راميا بذلك بروحانية الشهر الفضيل عرض الحائط وكذلك التوجيهات الشرعية التي تحث على عدم الإسراف والأمر بالاقتصاد، وأضاف أن الأولى أن يكون لدى رب الأسرة إحصائيات وخبرات تراكمية من خلال السنوات الماضية، فالمواد التي يقل استخدامها لا يشتريها مطلقا إلا حسب الطلب وفي فترات متفاوتة، بالإضافة إلى إعداد ميزانية خاصة للشهر الفضيل فيضع الميزانية على ضوئها. مفاخرة من جانبه قال مطلق الهاجري (بكالوريوس علم اجتماع): للأسف أصبحت العمليات الشرائية لدى بعض الأسر أشبه بسباق أبطاله الآباء والأدوات المستخدمة عربيات المواد الغذائية في المراكز التجارية فكأنه في سباق مع الآخريين أيهما يحصل على أعلى معدل شراء ليتفاخر به بين أقرانه. فالقضية أصبحت تفاخر بين الأسر أيهما يشترى بأعلى الأسعار وفي النهاية يكون مصيرها صناديق القمامة. وطالب بتوعية الأسر قبل شهر رمضان بفترة وجيزة بضروة عمل ميزانية الأسرة وتقسيمها على مدار الشهر والشراء وقت الحاجة لا قبلها ويقع على عاتق لجنة حماية المستهلك الكثير في هذا الجانب. وشدد على مراعاة الجانب الشرعي الذي حث على عدم التبذير والإسراف والاقتصاد في المأكل والملبس وكذلك المشرب. وقدم الهاجري نقاطا عدة تساعد الأسر في ترتيب ميزانيتها الشهرية منها: اعرف حاجتك قبل الشروع في عملية الشراء وحدد الأسعار مسبقا وخصص مبلغا لشراء الحاجيات مع تدوين عددها. وإذا صادفت عروض على بعض السلع اشترى فقط التي عليها عروض دون النظر في السلع الأخرى وعليك بالتوجه إلى مركز آخر لشراء السلع الأخرى فعدد من المراكز التجارية تخفض أسعار بعض السلع على حساب سلع أخرى. وختم قائلا: على رب المنزل أن يخصص الوقت المناسب والكافي لشراء مستلزمات المنزل فلا يذهب إلى السوق وهو معكر المزاج أو لديه وقت ضيق فحتما سيكون مستعجلا ولا ينظر إلى الأسعار والكميات فتجده يحتاج لأكثر من عربة لحمل ما يشتري وهذه النقطة هي أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع تكاليف السلع والمواد الغذائية.