الهجوم على المراكز التجارية والهايبر ماركت والتسوق بصورة مبالغ فيها أصبحت من المشاهد المألوفة جدا في شهر رمضان المبارك. فما هي أسباب هذه الظاهرة؟ وما تأثيرها على ميزانية العائلة في الشهر الكريم وما بعده؟ «عكاظ» رصدت هذه الظاهرة وحركة التسوق والشراء الكبيرة مع إطلالة شهر رمضان في عدد من أسواق بيع المواد الغذائية والتقت بالمتسوقين الذين اعتاد بعضهم أسباب هذه الظاهرة إلى النساء اللاتي يعمدن من وراء التسوق المبالغ فيه إلى المفاخرة خصوصا أن نسبة النساء المتسوقات هي الأعلى في هذا الشهر، حيث أشارت احصائيات إلى أن النساء يشكلن 90 في المائة من المتسوقين. فيما أعادها البعض الآخر إلى أن الكثير من المواطنين يستضيفون الأهل والأقارب والأصحاب في هذا الشهر الأمر الذي يزيد العبء على ميزانيات الأسر. الولائم والإفطارات يقول عبد الرحمن العامري إن الإقبال الكبير والمتزايد الذي نشهده في المحال التجارية والأسواق لشراء المواد الغذائية طوال شهر رمضان يعود إلى أن الكثير من الأسر تستضيف الأهالي والأقارب على الإفطار وتنظم الولائم والعزائم لأن رمضان يتيح فرصة للم شمل الأسرة وصلة الرحم، كما أن الجميع يفطرون في توقيت واحد وهو ما يشعرهم بالتقارب ووحدة المشاعر، لذا فالإفطار الجماعي وما يستلزمه من تحضير وجبات غذائية بكميات كبيرة هو السبب في الإقبال على شراء المواد الغذائية بكميات غير مألوفة. النساء هم السبب أما محمد سعد فرأى أن السبب الأول والأخير في هذا الإقبال الكبير على المراكز التجارية هم النساء، مشيرا إلى أن رمضان شهر عبادة إلا أن الكثير من «الزوجات» يعمدن إلى شراء المواد الغذائية بكميات كبيرة ومبالغ فيها لإعداد وجبات الإفطار والسحور وتوجيه الدعوات للأهل لتناول هذه الوجبات، وفي النهاية فإن المتضرر من وراء هذا الإسراف والتبذير هي ميزانية الأسرة التي لا تتحمل أي طلبات إضافية ولا تتحمل هذه السلع التي تكتظ بها العربات والتي تفيض عن حاجة الأسر. وأضاف، أنه رغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسب تتراوح بين 20 30 في المائة خلال الفترة الماضية فإن ذلك لم يؤثر على قرارات شراء مواد غذائية إضافية؛ وهو ما يطرح التساؤل عن كيفية تدبير هذه الاحتياجات الإضافية، مشيرا إلى أن هناك بعض العوائل تلجأ إلى الاقتراض أو عمل جمعيات لشراء احتياجات رمضان والعيد أيضا، خصوصا أن المصروفات في شهر رمضان لا تكاد تنتهي. كما ألقى فهد الدوسي اللوم على النساء اللوات يتفاخرن بعملية التسوق والمبالغ التي يشترون بها، فكل امرأة أصبحت تتفاخر بعدد العربات التي ملأتها والمبالغ التي دفعتها وبالتالي فإن العبء يقع على كاهل الزوج، مؤكدا أن الهجوم على المركز التجارية والشراء بكميات مبالغ فيها سيضع ميزانية الأسرة في مأزق لا محالة وستشعر الأسر بذلك في الأيام الأولى من شهر رمضان. وطالب وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك بالتحرك بشكل عاجل ومكثف لمراقبة الأسعار والبضائع للحفاظ على مصالح المواطنين ولضمان عدم استغلال المستهلك، معتبرا أن هذا الإقبال على شراء السلع بشكل عشوائي من قبل المواطنين له دور في رفع الأسعار من قبل تجار الجملة. عادة أكثر منه احتياجا من جانبه قال سعد الغامدي: اعتدنا مع حلول شهر رمضان على مشاهدة الازدحام الكبير في المراكز التجارية لشراء المواد الغذائية باختلاف أنوعها، حيث يزداد الطلب على السلع والبضائع ويشكل هذا الإقبال عبئا على ميزانية الأسر ذات الدخل المحدود التي تضطر إلى شراء المواد الغذائية لسد احتياجاتها المتزايدة في هذا الشهر، حيث تتنوع الموائد بمختلف الأصناف والأنواع من الأطعمة ما يؤدي إلى ازدياد الضغط على المستهلك وإثقال كاهله، مشيرا إلى أن التسوق في رمضان أصبح عادة أكثر منه احتياجا وهذا ما يسبب عدة مشاكل وسلبيات منها: الشراء العشوائي لتكديس المواد الغذائية التي سيكون مصيرها في نهاية المطاف سلة المهملات.