وصف الاختصاصي الاجتماعي سعود غازي القرشي سباق العائلات نحو العمليات الشرائية قبل وأثناء شهر رمضان الفضيل، بالماراثون، أبطاله الآباء الذين يدفعون عربات المواد الغذائية في المراكز التجارية والتموينية، وكأنهم في سباق مع الآخرين ليتفاخروا بينهم، مشيرا إلى أن القضية أصبحت مسألة تفاخر بين الأسر فقط، أيهما يشتري بأعلى الأسعار، وفي النهاية يكون مصيرها صناديق القمامة من جراء البذخ الكبير في الشراء. وأوضح القرشي أن العديد من الأسر مع اقتراب شهر رمضان المبارك، ترى أن رمضان شهر تتعدد فيه المأكولات وتكثر فيه المشتريات «أصبحنا نجد أن الطقوس الرمضانية لا تخلو من المظهرية والتفنن في البذخ والإسراف، وابتعدوا بذلك عن شهر الطاعات واستبدلوا به شهر المأكولات، فهذه الطقوس مخالفة لجوهر الدين الذي يركز في شهر الصوم على العبادات، فذهاب كثير من الأسر للشراء بكميات كبيرة من الهايبرات والأسواق التجارية أصناف وأنواع شتى من السلع والمواد الغذائية، يعد من السلوكيات السيئة التي ينتهجها هؤلاء مع قدوم شهر الصيام». وأكد القرشي أنه «ليس لدى بعض الأسر الوعي الكافي الذي يوجه سلوكهم في معظم مناحي الحياة، ومن بينها السلوكيات الخاصة برمضان، وبالتالي إساءة فهمه، وتمّ التعامل معه على نحو من البذخ وإشباع البطن، حتى المآدب الرمضانية أصبحت للتفاخر والتباهي، فبدلا من أن يمتد هذا الخير إلى ألف شخص يقتصر على مئة، لتجعل هذه الموائد التي تعمر بما لذ وطاب نوعا من المباهاة والمظهرية مع بداية العد التنازلي لقدوم شهر الخيرات»، مشيرا إلى أن هناك حالة من التناقض الاجتماعي تظهر بوضوح مع قدوم شهر الصيام «حيث تزداد الطلبات العائلية لدرجة تتجاوز حدود الميزانية الشهرية الاعتيادية من دون مبررات لذلك، ما يتنافى مع قيم وفضائل شهر رمضان، وبات الإقبال المتزايد على شراء السلع الغذائية بكميات كبيرة في هذا الشهر، تقليدا دائما لدى أغلب الأسر التي تجتاحها حمى الشراء الزائد لدرجة المبالغة من دون تحديد للأولويات»، مضيفا أن «الأسرة يجب أن تضع ميزانية محددة تلبي طلباتها ضمن المعقول في شهر رمضان بعيدا عن مظاهر الإسراف والبذخ التي نشهدها كل موسم رمضاني».