يشكو نحو 45 في المائة من السعوديين من الصداع في الأيام الأولى من رمضان، وفقا لإحصائيات طبية سابقة. ويشير الأطباء المتخصصون إلى أن صداع الصائمين في الأيام الأولى مؤقت، وهو ناتج عن اختلاف آلية عمل الساعة البيولوجية بعد أن كانت تعمل طوال الأشهر الماضية بنمط ووتيرة محددة. وأوضحوا ل «عكاظ» أن الصداع يعتبر رد فعل طبيعي يزول تدريجيا مع التأقلم الجديد لبرمجة الساعة البيولوجية. ويرى استشاري الطب النفسي في صحة العاصمة المقدسة الدكتور سامي أحمد الحميدة أن 45 في المائة من أفراد المجتمع يشكون من الصداع في الأيام الأولى من رمضان، وهو اضطراب مؤقت يزول تدريجيا، وتختلف أعراضه من شخص إلى آخر وتنعكس آثاره على الحركة والنشاط اليومي للفرد، مبينا أن الصداع ناتج عن اختلاف آلية الساعة البيولوجية التي تعتبر آلية شديدة الحساسية باستطاعتها استشعار التغيرات التي تجري في البيئة المحيطة بجسم الإنسان، ومهمتها تنظيم وظائف الجسم قبل النوم والتمثيل الغذائي والسلوك، وتسير وفق إيقاع ثابت وعلى مدار 24 ساعة يوميا بلا توقف تنظم خلالها عمليات الأيض وانقسام الخلايا وانتاج الهرمونات، إلى جانب دورة النوم والاستيقاظ. ويلفت الدكتور الحميدة إلى أن الاشخاص الذين اعتادوا على المنبهات كالقهوة والشاي والتدخين ربما يتعرضون للصداع أكثر من غيرهم في رمضان، «لذا نجد أنهم يكثرون من تناول هذه المنبهات بعد الإفطار، وهو سلوك خاطئ يؤثر على صحة الإنسان، في الوقت الذي يجب أن يعمل الفرد على الاستفادة من الشهر في تقليل القهوة والشاي وتجنب التدخين نهائيا». ويؤكد أن مواجهة اضطرابات الصداع والساعة البيولوجية تكون من خلال تنظيم ساعات النوم، وتجنب التوتر، والابتعاد عن أدوية المنبهات لتجاوز اضطرابات النوم، والحرص على وجبة السحور. صداع عرضي ويوضح أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا أن الساعة البيولوجية مسؤولة عن تنظيم العمليات الفيزيولوجية في الجسم حين التعرض للتغيرات في شهر رمضان، وتغير التوقيت حين الانتقال من مكان لآخر، مؤكدا أن صداع الأيام الأولى من رمضان عرضي وليس مرضا، وهو ناتج عن حدوث نقص في نسبة تركيز السكر في الدم، وتختلف درجة تأقلم الجسد مع هذا النقص من شخص لآخر، كذلك تختلف أعراض ظهور هذا النقص من جسم لآخر، وعلاجه هو زيادة نسبة السكريات في طعام الإفطار وفي السحور، وتأخير وجبة السحور قدر الإمكان على أن تحتوي على نسبة سكريات عالية نوعاً ما، وتجنب ما يثير المتاعب النفسية والخلود للراحة بقدر الإمكان. ويؤكد الدكتور براشا أن أخذ الجسم كفايته من النوم ضروري لتجنب الصداع، واستمرار هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية في المخ يساعد على تنظيم الإيقاع اليومي للجسم وتهيئته للنوم، حيث يزيد إفراز الهرمون في الليل ويقل في النهار.