حذر أطباء واستشاريون تربويون من استخدام أدوية يروج بأنها تساعد على النوم، وذلك قبيل بداية العام الدراسي الجديد، من أجل إعادة ضبط الساعة البيولوجية للطلاب والأسر، مؤكدين في ذات السياق أن الضرب ليس الوسيلة المثلى لكبح جماح الطلاب والطالبات من السهر وتعديل موازنة النوم، وأرجعوا اضطراب النوم لدى عامة الناس قبل الطلبة إلى طول فترة الإجازة، ودخول شهر رمضان، وتغير العادات الغذائية والمواعيد لجميع أفراد الأسرة، كالسهر المتواصل، وعدم انتظام الوجبات والركون للكسل وقلة الحركة في النهار، حيث تتحكم دورة الليل والنهار جزئياً بهذا النظام إذ قد يؤدي تغيير المنطقة الزمنية أو السهر حتى ساعة متأخرة ليلاً إلى الإخلال بحسّ الوقت في الجسم؛ لأن توقيت التعرض للنور يتغير وتتحكم منطقة في الدماغ تقع فوق سقف الفم بالساعة البيولوجية عند الإنسان، واجمعوا بأنه لا توجد أي إستراتيجية أو أسلوب علاجي يمكنه التخلص من هذه المشكلة بصورة فاعلة خلال يوم واحد، ولكن لابد من محاولة الاستعداد للنظام الجديد في النوم والاستيقاظ عدة أيام قبل بدء الدوام. وعلى الرغم من أن الوقت يبدو متأخراً، إلا أن الكثير من الأسر بدأت من يوم أمس "الجمعة" ضبط الساعة البيولوجية لتتوافق مع العودة إلى المدارس وتسعى العديد من الأسر إلى إعادة ترتيب برنامجها اليومي الذي تغير خلال إجازة هذا العام. نصائح مفيدة لضبط النوم وحول عدم انتظام النوم لدى الطلبة في هذه الفترة، يرى المدرب والمستشار التربوي "د.يوسف الخاطر" أن التدرج في الاستيقاظ من أجل إعادة ضبط الساعة الحيوية" البيولوجية" في الجسم هو الحل من وجهة نظره، ناصحاً الأمهات في نفس الوقت تجنب الوجبات الثقيلة والدسمة في الأيام الأولى من بدء تغيير نظام النوم حتى تتوافق الساعة الحيوية للجهاز الهضمي في الجسم لأبنائها، وطالب بالتعرض لإضاءة قوية عند الاستيقاظ لمدة ساعة على الأقل (بفتح النوافذ)، لأن الضوء هو العامل الأساسي في تحديد الساعة البيولوجية حيث يقوم بخفض مستوى هرمون النوم (الميلاتونين) في الدم، وشدد على تجنب إثارة الأطفال في المساء والتقليل من الأنشطة التي تسبب الإثارة قبل موعد النوم بساعتين وعدم استخدام الضرب كوسيلة لإجبارهم على النوم، مؤكدا أن أسرا سعودية كثيرة واجهت مشكلة كبيرة "مساء أمس"، خصوصاً مع أبنائها الطلاب الذين يبدؤون عامهم الدراسي الجديد بعد إجازة امتدت إلى قرابة الثلاثة الأشهر من 18/7 إلى 16/10/1431ه. ونصح استشاري أمراض النوم ورئيس قسم اضطرابات النوم بمستشفى سعد التخصصي "د.فؤاد التميمي" الجميع بالالتزام بتعديل السلوكيات في الحياة اليومية، وعدم الإفراط في ألعاب الفيديو والجوال ومشاهدة التلفزيون، والابتعاد عن المنبهات والكافيين بقدر الإمكان، وتقليص الغفوة خلال فترة بعد الظهر إلى نصف ساعة حتى تعود الحياة إلى طبيعتها اليومية. اختلال الساعة البيولوجية وحذر المدير الفني لقسم تحليل وظائف الأعصاب ومختبر النوم في مستشفى سعد التخصصي "محمد رعد"، من مخاطر محتملة لاختلال الساعة البيولوجية، خصوصاً لدى المراهقين ما قد يؤدي لأمراض خطيرة-لا قدر الله-، وهو ما يؤثر بدوره على التحصيل الدراسي عند الطلاب، كما يساهم في احتمال السمنة عند هؤلاء الذين ينامون أقل من ثماني ساعات يومياً، منبهاً أن هذا الاعتلال في الساعة البيولوجية قد يتسبب في حوادث السيارات بسبب النوم اللاإرادي خلف مقود السيارة. أعراض متوقعة فيما يقول أخصائي التغذية بجمعية السكر "د.باسم فوتا" إن سرعة التأقلم مع الوضع الجديد تختلف من شخص لآخر، ففي حين أن البعض لا يجد أي صعوبة في التغيير السريع في نظام نومه نجد أن الكثيرين يعانون من هذا التغير لفترات متفاوتة قد تصل إلى أسبوعين أو أكثر، ومن المعلوم أن هناك كثيراً من الطلبة والعائلات ستعاني من بعض الأعراض خلال الأيام الأولى من بدء الدوام، مثل قلة النشاط خلال النهار، آلام في الجسم، الصداع، تعكر المزاج، نقص في الشهية، آلام في المعدة وحموضة، واضطراب الجهاز الهضمي، وعدم انتظام مستوى السكر في الدم عند المصابين بداء السكري، واختلال في ضغط الدم عند المصابين بضغط الدم، مشددا على عدم استخدام أي أدوية تساعد على النوم إلا باستشارة الطبيب. مسؤولية الوالدين وعبر "عامر الحيدر" مهتما بقضايا الأسرة، عن خيبته من الاختلال في نظام نوم كثير من الأسر السعودية، معللاً أن هذا الاختلال في تنظيم برنامج الأسر يعود إلى غياب الرؤية الواعية والفقر في الفكر الاستراتيجي؛ إذ يتعين على الكل أن يحسن برمجة نفسه أولا ثم برمجة أسرته، محملاً الوالدين هذا الخلل معتبرا بأن الأبناء يسيرون على ما ينشؤون عليه من تربيه من الأبويين، وتمنى أن تعيد كل أسرة حساباتها وتضع لها حلولاً وإستراتيجية لمواجهة الحياة بشكل سلس والتمتع بمباهجها دونما إخلال.