لا شيء يتغير، هذا العام كان نسخة مشابهة من العام السابق وبالتفاصيل ذاتها للعام الذي سبقه، ويحمل في أيامه السيناريو ذاته للأخبار وأوقاتها وأشكال أصحابها. التصريحات الصحافية تتشابه وتتطابق، هذا يقول سنرفع مقاعد القبول في الجامعات، وسنهتم بجودة المناهج، وسنوقع اتفاقيات مع الشركات لتوظيف المتخرجين، والثاني يعد بحل جميع مشاكل الماء في أطراف البلاد، والثالث يسانده بشرح خطط لمعالجة انقطاعات الكهرباء، والرابع يناقش إنشاء الطرق وتطويرها وتجهيز ملفات سكك الحديد بجانب ذاك الذي يعد بضخ أسطول طائرات جديدة في مطاراتنا المحلية. كلهم يتحدثون بالكلام ذاته الذي تحدثوا به في الأعوام الماضية، وكلهم تلقوا من المواطن ردة الفعل ذاتها التي عبر وصرخ بها أمامهم وهم يتحدثون كل عام.. ولم يتغير شيء. الصحافيون لدينا محظوظون، فمع بعض الإدارات لاشيء جديد يستحق البحث والتقصي، فمادة وخبر العام الماضي تصلح لهذا العام وللذي بعده، وخبر اليوم الذي تقرأه الآن قد يكون نسخة طبق الأصل لخبر نشر في مثل هذا التوقيت من العام السابق، هذه هي أخبار السعودي. أما قضية الشارع والرأي العام التي تشغل الناس اليوم، فلن تختلف كثيرا عن تلك التي اشتغلوا بها في الأعوام الماضية بالمحاور ذاتها وأفكارها وأطرافها وقوة العراك فيها، وردة الفعل من الناس والأفكار وحتى الأصوات هي ذاتها ومعها الأشخاص الذين حرضوا وصرخوا وطالبوا، لا شيء تغير، وطريقة التفكير لم تختلف كثيرا، وهذه هي أخبار السعودي. تأملوا أيضا قضية المعلمين والسيناريو الذي سارت به، أكاد أجزم أن طريقة المطالبات والنزول إلى الشارع والوقوف أمام الوزارة ونشر الصور والأخبار، سيسلكها غدا منسوبو المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وبعدهم المهندسون، إلى أن يأتي دور طلاب المعاهد الصحية الذين خرجت به شهاداتهم إلى المجهول، سنقرأهم.. خبر يبتدئ بالمطالبة وينتهي بتشكيل اللجان، هذه هي أخبار السعودي تتشابه وتتطابق. سؤالي هنا: من الذي سلك بنا هذا الطريق الممل المشبع بالأحداث والقضايا المتشابهة؟ يقينا أن قائد هذا الوطن يوجه لنا الرسالة تلو الرسالة أن غيروا في أنفسكم وفي تفكيركم لتتغير الحياة حولكم، مع هذا لا يزال بعضنا يؤثر سلبا وبغباء على بعضنا الآخر وهو يسلك به الطريق ذاته، ويدعوه ليفكر بالطريقة نفسها التي فكر بها قبل عشرات السنين، فيما بعض الإدارات لا تزال تتعامل مع المواطن على أنه النسخة المكررة التي تنفع معها كل أساليب التعامل القديمة، لا شيء تغير، من أنفسنا حتى باب أقرب إدارة وأول صفحة من صحف اليوم، وابحثوا بأنفسكم في هذا الأمر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة