بعد سؤاله عن الحال والنظر بالعينين واللمس باليدين، لم يتمالك وزير التعليم العالي، وهو يزور محافظتين جنوبمكةالمكرمة، نفسه عجبا من تواضع حالهما فسأل أهلها السؤال المؤلم: وينكم من زمان؟ وبالطبع فالوزير لا يسأل عن موقع المحافظتين على الخريطة الجغرافية أو عن إحداثيتهما على خطوط الطول والعرض ولكنه يعني بجملة سؤاله: غيابهم عن خريطة المشاريع والتي توقفت بعض مبانيها وإدارتها عند نسختها القديمة، عند خريطة 1406ه وما قبلها، ولم يروا غيرها إلا وعودا في الصحف. والوزير هنا وللحق لا يلام أبدا، فوزارته لم تمسك بزمام الإشراف على التعليم الجامعي في المحافظتين إلا قبل عامين، وهذه المدة إذا ما قيست على ساعة الانتظار فهي لا تعدو أجزاء من الثانية، إذا ما قيس ذلك بانتظارهم لبعض المشاريع أكثر من 30 عاما، يسليهم فيها الوعد والتطمين كل سنة وسنتين. وليسمح لي معالي الوزير: فالسؤال الذي أثاره بعدما رأى حال التنمية في تلكم المحافظتين، يجر سؤالا كنا لثلاثة عقود نسأله ولازلنا حتى اللحظة، ولكن لم يتبرع أحد علينا بالإجابة: .. وكيف نطلب لأنفسنا مشروعا أو توسعة أو حتى جدارا وسقفا؟ هل نذهب نحن إلى الوزارة أي وزارة أم ننتظرها أن تأتينا هي لتسأل؟ فكلتا الحالتين لم تنفع في بعض شؤون حاجاتنا، حتى صرنا نلوم أنفسنا في نهاية الأمر، وصرنا نقول: (نحن لا نملك اللسان المتحدث والقلم المتمكن). فأما الذهاب، فيعلم الله كما هي أعداد الرسائل التي تحملها سيارة البريد آخر النهار طوال السنوات الماضية، وكل رسالة تتشابه بالضرورة مع مثيلتها قبل أسبوع: نفس المطلب نكرره، ونفس الشكوى نبعثها ولكن باختلاف الأسلوب واسم الموقع أدناها. يعلم الله كم كلمة أرسلناها برقية، وكم شخص طيبناه ورتبنا هندامه ليطير إلى حيث الوزارة، فلم تختلف عبارة الرد: يصير خير. وأما السيناريو الثاني، وهو أن تأتي إلينا وزارة فتسأل: فهذا وللأمانة لم نجربه إلا مرات معدودة لا تكمل حسابها أصابع اليدين، ونتيجة ذلك وللأمانة أيضا مبشرة أيضا إذا وضعنا مقابل كل زيارة مشروعا. ولكنها مخيبة إذا طرحنا منها ما توقف وتعثر والذي ينتظر افتتاحه وتغيير موقعه: ومجموع الأخيرة نحسبها كما نفعل على أيدي ثلاثة رجال، ولا داعي للحديث عن المحصلة. ومع كل هذا الماضي، لا يظن أحد أن هؤلاء المواطنين سيركنون إلى اليأس، أو يعاتبون من يسألهم بجملة (وينكم عنا). هم متعودون أن يفتحوا صفحة جديدة مع كل صفحة ميزانية، ويمنون أنفسهم ب (لعل سطرنا فيها). ولو أن تمام الألف برقية ومعروض وزيارة تأتي بمشروع، لزادوا فوق التمام مئة. المهم أن يجدوا أنفسهم على خريطة مشاريع كل وزارة، ولو كل خمسة أعوام. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة