أدعوكم للتأمل. هذا العام كان نسخة مشابهة من العام السابق وبذات تفاصيل العام الذي سبقه ويحمل في أيامه ذات سيناريو الأخبار وأوقاتها وأشكال أصحابها. التصريحات الصحافية تتشابه وتتطابق: هذا يقول سنوقف ارتفاع الأسعار، والثاني سيهتم بجودة المناهج وسيوقع اتفاقيات مع الشركات لتوظيف المتخرجين، والثالث يعد بعلاج مشاكل انقطاعات الكهرباء في كل البلاد، والرابع يناقش إنشاء الطرق وتطويرها وتجهيز ملفات سكك الحديد بجانب ذاك الذي يعد بضخ أسطول طائرات جديدة في مطاراتنا المحلية. كلهم يتحدثون بذات الكلام الذي تحدثوا به في الأعوام الماضية، وكلهم تلقوا من المواطن ردة الفعل ذاتها التي عبر وصرخ بها أمامهم وهم يتحدثون كل عام.. ولم يتغير شيء. صار الصحافيون لدينا محظوظين. فمع بعض الإدارات، لا شيء جديدا يستحق البحث والتقصي. فمادة وخبر العام الماضي تصلح لهذا العام وللذي بعده، وخبر اليوم الذي تقرأه الآن قد يكون نسخة طبق الأصل لخبر نشر في مثل هذا التوقيت من العام السابق. هذه هي أخبارنا. أما قضية الشارع والرأي العام التي تشغل الناس اليوم، فلن تختلف كثيرا عن تلك التي اشتغلوا بها في الأعوام الماضية بذات محاورها وأفكارها وأطرافها وقوة العراك فيها. ردة فعل الناس والأفكار وحتى الأصوات هي ذاتها ومعها الأشخاص الذين حرضوا وصرخوا وطالبوا، لا شيء تغير. حتى طريقة التفكير لم تختلف كثيرا. فمن الذي سلك بنا هذه الطريق المملة المشبعة بالأحداث والقضايا المتشابهة؟ وهل صارت بعض مؤسسات القطاع الحكومي والخاص تتعامل مع المواطن وكأنه نسخة مكررة تنفع معه كل أساليب التعامل القديمة؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة