هل التعليم لدينا سجن كبير؟ يقيد الطلاب والمعلمين ويمنعهم من تنفس أوكسجين السعادة؟ هل نحن حقا نغص بأيام الدراسة ونختنق بها؟ تزورني هذه التساؤلات وأنا أقرأ هوسنا بالبحث عن فرصة إجازة أو تأجيل أشهر الدراسة، وتشدني الاستفهامات أكثر وأنا أرانا نصدح بالأماني والدعوات بأن يطيل الله عمر أشهر الإجازة لأكثر من 13 شهرا، على أن نتفرغ بعدها للبحث عن (كم) أسبوع نستطيع فيه أن نتصفح الكتب الدراسية تصفحا بالضحك والمداراة. لماذا نحن هكذا؟ لا أدري. وهل نحن حالة مفردة في هذا الكون؟ أتمنى ذلك حتى لا نحتج بأن غيرنا مثلنا ونتوقف عن مناقشة هذه المصيبة. وعندما أتحدث عن مصيبة فأنا أعني نفسي قبلكم: نحن نكره أن نتعلم، نسحب أنفسنا سحبا إلى مقاعد الدراسة منذ أولى مراحل الدراسة حتى آخرها، نشتاق لطعم الأربعاء، ونسخط ونذم كل الأيام عدا ما تأخر منها. كنا نهرب قبل معلمينا في دوام آخر يوم من الأسبوع، وفي أحايين أخرى كانوا هم يهربون منا. كان بعضهم يصارحنا بأنه مل من مشاهدتنا وتعليمنا طيلة خمسة أيام، وكنا نبادله ذات الشعور. باختصار: كنا نكره كل ما يتعلق بذكرها، كما يحمل الكره لها أغلب المعلمين الذين التقيتهم بالأمس واليوم وغدا. إنها ذات الحال تتشابه منذ سنين، وتزداد سوءا اليوم وغدا. فهل نحن حقا نكره أن نتعلم؟ ينشغل السعودي هذه الأيام بالبحث في الصفحات الأولى في الصحف عن خبر يبشره بتأخر بدء دوامه في المدارس إلى شهرين أو ثلاثة استجابة لتداعيات انفلونزا الخنازير، يتعطش لأن يرى الخبر موثقا بتصريح وزير أو ختم وزارة، كل همه اليوم أن يتأخر موعد الدراسة. سألت عددا من المعلمين: لو قرر من الليلة أن يختزل الفصلين الدراسيين إلى فصل واحد بأربعة أشهر وبذات الكم والعدد من المناهج، هل تستطيعون أن تطعمونها لطلابكم؟ لم تختلف إجابة أربعة منهم عن الإيجاب والترحيب بالفكرة، فيما كان خامسهم يراوح شكوكه بأنه سيحتاج لأسبوع إضافي حتى يمرر لطلابه أوراق المراجعة، المحملة بالأسئلة. اتفقوا على أنهم يريدون الخلاص، اتفقوا على أن الدراسة تشبه السجن الكبير، واتفقوا أكثر على أن طلابهم هم التعساء فيها. فهل نحن نكره أن نتعلم؟ عندنا يسحب المعلم نفسه سحبا إلى فصله بعد انقضاء نصف الوقت، ليقدم وجبة الدرس في خمس دقائق. يدفع أبو سعيد وأبو خالد وأبو مريم أبناءهم دفعا إلى بوابة المدرسة في كل صباح منذ سنوات. عندنا يهرب المئات من الشباب في كل عام من مقاعد الدراسة مكتفين بأقل الشهادة، ويحصد أضعافهم فيها أقل درجاتها، فهل نحن نكره أن نتعلم؟ والسؤال الأهم: كيف تسلل إلينا هذا الحال؟ صدقوني ابحثوا وستكتشفون أننا المصنع له والضحايا نحن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة