أنا طالبة مجتهدة والعام المقبل سأكون في السنة الثالثة الثانوية، وأتمنى أن أدخل كلية الطب، ولكن مشكلتي أن أبي رافض الموضوع بحجة الاختلاط، ومجتمع الدكاترة مجتمع برأيه خطير، وأنا أقول له إما أن أدخل كلية الطب أو لن أدخل الجامعة، ولا أريد أن أعصي أبي ولكني بالمقابل لا أريد أن تتوقف طموحاتي، وصرت من كثر التفكير في هذا الموضوع أعاني من اكتئاب، فما الحل برأيك يا دكتور وكيف أتصرف حتى أقنعه؟ س. جدة أنت بحاجة ماسة لمن يساعدك في إقناع والدك بدخول كلية الطب، وقبل ذلك أنت بحاجة ماسة للحصول على ما يمكنك من دخول الكلية سواء في نتيجة الثانوية العامة أو في نتيجة اختبار القدرات، فإن وفقت فيهما، فستبقى عندك معضلة موافقة والدك على دخولك للكلية، وربما هذا هو الجزء الذي تحملين همه وتشعرين بصعوبته، وهو الجزء الذي لا تملكين كامل الصلاحية في التأثير عليه، ومع ذلك فأنت لا تفقدين كامل الصلاحية أيضا، لذا ما عليك إلا أن تحسني من علاقتك بأبيك، وابتعدي عن أسلوب العناد والعصبية في التعامل معه، وتأكدي أن ما يدفعه للممانعة هو خوفه عليك مع يقيني أن هذا الخوف غير مبرر، فلو أن كل أب وضع العراقيل في وجه بناته ومنعهن من دخول كلية الطب فمن سيبقى لبنات الأمة ونسائها كي يعالجهن. والدك يحتاج لحوارات كثيرة هادئة ومنطقية سواء منك أو ممن يحيطون به من الأقارب والأصدقاء، لذا فأنت مضطرة لمناقشته واستخدام كل سبل الإقناع معه، ولا تملي ولا تيأسي من ذلك، وعليك أن تجعلي مشكلتك مشكلة العائلة كلها بمعنى أن تطلبي من الجميع التدخل لديه ومحاولة إقناعه، وإن وصلت إلى طريق مسدود معه فضعي لدخولك شرطا تلتزمين به، وهو أنك ستتركين الكلية إن وجد عليك ما يثير مخاوفه من سلوك خاطئ أو مشين أو لا يرضى عنه، وأكدي له أنك مستعدة لكتابة تعهد يشهد عليه أفراد العائلة كلهم وأنك ستنصاعين لمطالبه لو أنه وجد في سلوكك ما يشين، بشرط أن يكون هذا الذي يشين لو حدث لا سمح الله مؤكدا وليس فرية أو كذبا أو ادعاء، وانشري فكرة التعهد بين جميع أفراد العائلة حتى تكون بالنسبة له مخرجا مقنعا.