• أخلاق والدي سيئة، وجو البيت سيئ مما يجبرني أن أدافع عن نفسي، ولهذا السبب ابتليت بمرض ضغط الدم منذ فترة ليست بقصيرة، وأنا محتار فيما أنا فيه فبماذا تنصحني وتنصح والدي وإخوتي، علما بأنهم لا يغيرون سلوكهم حتى بنصيحة أحد، بل يريدون مني أن أكون بارا لهم وهذا ما لا استطيع أن أفعله بسبب مرضي، ثم إنهم يستمرون في شتمي وذمي وطعني وذلي أما إخوتي فيكررون هذا بدعم الوالدين ولا أستطيع الصبر كثيرا حتى أرد على كل واحد منهم، ثم إنهم لا يعدلون بيني وبين إخوتي، علما بأني أقيم مع والدي في مدينة جدة وأتابع دراستي في جامعة في خارج المملكة. سعد الرياض الواضح أنك تلقي اللوم كله على والدك وأهلك، ولم تراجع نفسك فيما يتعلق بالعلاقة مع والدك على الأقل، إذ الواضح أنك تدافع عن نفسك بسلوك ربما به قدر غير قليل من الفظاظة، أما قولك أنك لا تستطيع أن تكون بارا بهم بسبب مرض ارتفاع ضغط الدم فهذا عذر غير مقبول، إذ أن العصبية والغضب في أثناء تعاملك معهم يزيد من مرضك، وليس للمرض دور في حسن السلوك أو سوئه وإنما لسوء السلوك علاقة بزيادة المرض، فإن أنت غيرت من تعاملك معهم وبالأخص والدك وجعلت سلوكك نحوه طيبا فستكون قد كسبت الدنيا والآخرة، ففي الدنيا ستكون قد خففت من ضغط دمك، وحافظت على صحتك، وفي الآخرة تكون قد كسبت بر من لا يمكنك دخول الجنة بدون موافقته، وأتمنى عليك أن لا تستخدم لفظ والدي سيء، فربما كان سوء سلوك أبيك معك ناتج عن عصبيتك وغضبك أثناء التعامل معه، وعندها لا تتوقع أن يكون طيبا معك، ولا تتوقع أن يكون إخوتك طيبين معك، ركز كثيرا على ما تستطيع فعله، ولا تضيع وقتك بالتفكير فيما يمكن أن يفعله إخوتك أو يفعله أبوك، فأنت المطالب ببره وليس هو، ولا تتوقع من أب يجد معاملة فظة من ولده أو عصبية أو صراخا أو إهمالا أو لا مبالاة أن يكون رحيما به، أو صبورا عليه، لقد صبر عليك بما فيه الكفاية حين كنت صغيرا، صبر على أخطائك وعلى طلباتك وعلى قلة نضجك، وآن الأوان له أن يجد ابنا يتحمله ويطلب وده ويبحث عن رضائه، أنت تملك نفسك وتملك السيطرة عليها، فلا تهرب لتطالب غيرك في أن يملك نفسه ويغير من سلوكه تجاهك، أنت من تملك تغيير سلوكك نحو الآخرين، ولو تعاملت معهم لمدة 12 أسبوعا بمبدأ ادفع بالتي هي أحسن فأنا أضمن لك بإذن الله أن يتغير الجميع معك، وتتحسن العلاقة بينك وبينهم.