عندما تتجمع الموهبة وتنبع من داخل المنزل تكون لها أثر واضح في نفوس من بداخله، خصوصا لو اقترنت الموهبة بالتشجيع الذي له دور مهم لتطوير الموهبة، وزرع روح الإصرار والتحدي، لإخراج طاقات وإبداعات تستحق الإشادة. آلاء وإسراء وآثار شلبي ثلاث أخوات يتمتعن بموهبة تجمعهم روح واحدة وقلب واحد، فنادرا ما يشترك أشقاء في موهبة واحدة وطريقة واحدة، باستثناء الأفكار، فكل واحدة منهن لها رؤية ولكن هدفهن واحد، فهن تميزن في الفن التشكيلي، والرسم على الملابس، إلى جانب فن التطريز والمشغولات اليدوية (الاكسسوارات النسائية)، ما كان له أثر لدى مرتادات أحد المراكز التجارية في جدة، لشراء معروضاتهن في بازار نسائي مفتوح. الصدفة بداية تقول آلاء شلبي (24 عاما) بكالوريوس تربية فنية مع مرتبة الشرف، لوالدتي دور كبير في إبراز موهبتي، فهي صاحبة ريشة مبدعة وأفكار خلابة، بل هي فنانة بكل معنى الكلمة، وهي من شجعتني لأخذ مسار الفن، ما جعلني أستعين بها في أشياء كثيرة تخص الفن والرسم والتطريز بحكم خبرتها الكبيرة والواسعة. وللصدفة دور كبير، فأثناء زيارتي لأحد معارض جدة، لأخذ فكرة عن ما يدور في الساحة الفنية، وجدت أن هناك شريحة كبيرة من الشباب والشابات يشاركون بأعمال جميلة ومميزة، ما ولد لدي حب المشاركة فكان أول من شجعني زميل في الفن الذي عرفني على مسؤول المعرض، والذي بدوره طلب مني بعض الأعمال، لكي أعرضها لديهم فلم أمانع، وأعجب بأعمالي وكانت أول مشاركة لي في معرض (صنع بيدي) ومن هنا كانت البداية. أعشق الأبداع ولا تبتعد عنها كثيرا شقيقتها إسراء (23 سنة) آداب وعلوم إنسانية لديها من الإبداع الشيء الكثير، فهي ترسم وتصمم وتعشق الأعمال المميزة التي لها تأثيرها النفسي على المتلقي، فهي تتخذ من أفكارها الشيء المميز وتنفذه على أرض الواقع وتشارك ببعض التصاميم التي نفذتها على مجوهرات تقليدية ووجدت التشجيع الكامل من أهلها للمشاركة في بعض البازرات التي تقام في الصيف في جدة، ولوالدتها أيضا دور كبير في توجيهها. وتضيف إسراء، بطبعي خجولة بعض الشيء، لذلك كنت أحتاج لمن يحفزني لإبراز موهبتي على أرض الواقع، فوالدي أيضا لديه روح جميلة، وخصوصا في دمج الألوان ودائما ما آخذ رأيه لتحفيزي، فأنا أتميز بالرسم على الملابس «التي شرتات، والاكسسوارات» ودمجها بأسماء وحروف ومن ثم طباعتها. وعن مشاركاتي، فقد كانت بداياتي في المدرسة، حيث شاركت في عدة مناسبات فنية وإبداعية داخل إطار المدرسة، لكي أرى ردة الفعل، إذا ما كانت إيجابية أو سلبية، وبفضل الله جاءت ردود الفعل إيجابية، ما جعلني استمر وأنهل بعض الأفكار وتطبيقها على الواقع. فن وكتابة أما آثار شلبي (19 عاما) في كلية التربية في جدة قسم تغذية، قالت: بالرغم من بعد تخصصي عن الرسم والإبداع، إلا إن ذلك لا يمنعني من الدخول في عالم الفن، حيث وجدت الدعم المعنوي من والدتي وجميع أفراد أسرتي، وللفن طرق عديدة، ومداخل ومخارج لا بد من الإلمام بها لصقل الموهبة، فأنا أعشق الرسم والفن التشكيلي والإبداع ولي مشاركات في مكة في معرض (أكبر جدارية عن تراث مكة)، وللقراءة في حياتي جانب كبير، فأنا أوليها جل أوقاتي. وعن أعمالها تقول: أحب الرسم على الخواتم وتنسيق الألوان ودمجها لتظهر في الأخير بشكل مبهر ورائع يلفت النظر، فأنا من بيت كله يعشق الرسم والفن والإبداع، ما كان له بالغ الأثر في دعمي وإبزار موهبتي، فوالدتي لها مشاركات عديدة في معارض مختلفة، فهي فنانة رائعة وأم مثالية، فالفن لا يموت مع مرور الزمن، بل يظل قائما إلى مالا نهاية.