فتيات مبدعات يملكن حسا فنيا عاليا، يعملن ليل نهار في سبيل الظهور بمواهبهن الفنية وتقديمها، إلا أنهن لا يجدن من يدعمهن ويشد من أزرهن مع غياب الجهات الداعمة والمسؤولة عن مثل هذه المواهب، غير أن ثقتهن بأنفسهن وإصرارهن وعزيمتهن جعلتهن لا يستسلمن مع إيمانهن بمواهبهن وقدراتهن الإبداعية. بمجهوداتهن الذاتية نظمن عددا من الفعاليات التشكيلية والمعارض وأسسن مجموعة «Senses – أحاسيس» ليعملن بمنهج مؤسسي، ومن داخل معملهن نقلت «شمس» جانبا من إبداعاتهن ووقفت على طموحاتهن. نوف الحربي، 19عاما، علوم طبية لديها هواية الرسم: «بدأت الموهبة لدي منذ المرحلة الابتدائية، فأبي رسام ودائما ما أرسم لوحات بالمنزل، وكان والدي هو الداعم الحقيقي والرئيسي لموهبتي، ولم يتوان قط في تقديم أي نصيحة أو مشورة كنت أحتاج إليها فكان دائما ما يعلمني الرسم بالزيت أو الخشب أو الفحم وكل أنواع الرسم حتى أصبحت متمكنة منها، وبعد دخولي المرحلة الثانوية بدأنا نفكر بالرسم على التي شيرتات». وعن الفرق بين الرسم على لوحة والتي شيرت: «يفرق الرسم على اللوحة والتي شيرت في أنه لا يكون «ثري دي» ويكون به اختلاف في الوضوح والشكل الجمالي، كما أن الرسم على التي شيرت يكون لافتا وباستطاعتك أن تستخدمه في أكثر من مجال وجميعها فن رائع وجميل». وعن كيفية التوفيق بين الدراسة والرسم: «الطب ميولي والرسم هوايتي، فأنا كنت أحب الطب وأتمنى أن أصبح في يوم ما طبيبة، كما أني أيضا أتمنى أن أقدم الفن الذي أمتلك موهبته للملأ ففيه رسالة نقدمها للجميع، وأنا من خلال رسمي أقدم هذه الرسالة، وقد واجهتنا ظروف وعوائق كثيرة فنحن لم نجد الدعم المادي والإعلامي ولا حتى من الجهات المسؤولة وبرأسمالنا بدأ من أهلنا ثم بعد ذلك أصبحنا ندفع كل مكافآتنا من الجامعة في سبيل تحقيق وتطوير موهبتنا». الرسم على التي شيرت وعن فن التلوين الذي يكمل مرحلة الرسم، تتحدث مدى فاضل، 20 عاما، طالبة تخصص الرياضيات: «في بدايتي كنا نرسم بالمدرسة وعملنا عددا من الحملات للأطفال ووجدت الدعم من الأهل؛ حيث إنني أجيد فن التلوين الذي يهم الرسامة كما هو مكمل لمرحلة ما بعد الرسم، ونحن نعمل هنا كفريق واحد؛ حيث تقوم الرسامة بالرسم على التي شيرت ومن ثم تسليمه لنا كملونات ومن ثم نبدأ هذه المرحلة». وتحكي ربى الحازمي، 19 عاما، عن المعمل والجروب والمراحل التي يقومون بها: «بدايتي كانت من الثانوية؛ حيث اكتشفت موهبة التلوين التي تصعب على كثير من الرسومات في هذه المرحلة، فأنا أقوم على أساس استكمال مرحلة الرسم بالتلوين الذي يحتاج إلى دقة عالية حتى يظهر العمل بشكل جميل واحترافي، فكُل واحدة لها اختصاصها ولا يعمل الكل ما يحلو له فلدينا التنظيم واحترافية العمل، إذ نملك رسامات وملونات وأيضا متخصصة في المواد الخام». محاربة الغزو الثقافي الرسامة ندى الفضلي، 19 عاما، تحب الرسم من صغرها ولكن لعدم الاهتمام من قبل المدرسة لم تطور موهبتها إلا في المرحلة الثانوية، فيما تدرس حاليا تخصص صيدلة: «أحب الرسم منذ الصغر، وكنت كثيرا ما أرسم البيوت القديمة والطبيعة، ولكن لم أطور موهبتي إلا في المرحلة الثانوية، ووالدتي دعمتني وعلمتني أسرار هذا العلم وكل أمور الفن، بعدها عملت مع زميلاتي لأننا لم نجد من يطورها أكثر ولم نجد الجهات التي ترعى مواهبنا كفتيات سعوديات طموحات ومبدعات، ومع كل هذا لم نستسلم أو نتوقف بل عملنا وبحثنا عن أنفسنا». وتضيف: «بعد تخرجنا من الثانوية قررنا أن نرسم على التي شيرت لأن جيلنا الآن أصبح لا يهتم كثيرا بشراء اللوحات وخاصة أنها مكلفة، فقررنا أن نصنع شيئا مختلفا ومفيدا، كما أن الرسومات التي نقوم برسمها على التي شيرت لها كثير من المعاني التي من شأنها محاربة ما يغزونا من كتابات لا يعلمها كثير من شبابنا، ونحرص من خلال رسمنا ألا ينافي عادات وتقاليد ديننا ومجتمعنا، ومن هنا أردنا أن نوصل للعالم نظرة مختلفة بشكل مميز ويحبه الجميع». المواد الخام من جانب آخر تتحدث نجلاء العتيبي، 25 عاما، والمسؤولة عن الخام وصاحبة الأفكار التي تمدها للرسمات: «أعمل على المواد الخام أكثر من ستة أعوام، وكنت أستخدمها في بداياتي لنفسي مثل العباية، فأنا أضيف عليها التطريز أو رسمة معينة أو أي شيء كان يجعل شكلها أفضل مما هي عليه، فكنت أحب أن أضع بصمتي على كل ما أشتريه أو أعمله، فالتحقت بالمجموعة عن طريق زيارتي للمعرض وأعجبتني حينها رسومات البنات فأحببت الانضمام لهن وقدمت لهن ما أجيد عمله». وعن الوقت الذي يستغرقه عمل الخام على التي شيرت: «الخام يستغرق وقتا على حسب الطلب فأحيانا تتطلب الرسمة من الأمام والخلف أو من جهة واحدة فيتفاوت الوقت ما بين خمسة أيام إلى أسبوع، وتختلف التكلفة حسب الطلب ونوع الرسمة والموقع والألوان». معاناة وتفوق وتكشف مدى فاضل جوانب من معاناتهن: «ينقصنا الكثير من الأشياء وهناك أمور نحتاج إليها من أهمها الآلات فهي أهم ما نحتاج إليه بالمعمل ولم نستطع توفيرها بسبب تكلفتها، العالية فهناك رسومات تحتاج إلى أجهزة معينة ومختصة ولو وجدت هذه الآلات لتطور عملنا للأفضل والأميز». وعن أوقات العمل وكيفية التوفيق مع دراستهن تقول ندى: «نعمل من الساعة 4 عصرا إلى 10 مساء، وأحيانا نذاكر دروسنا بالمعمل، والحمد لله جميعنا متفوقات دراسيا ويعود هذا لأننا ولله الحمد منظمات لأوقاتنا ونعمل وندرس بجد». معرض عن الإسلام وبالنسبة إلى القادم لمبدعات مجموعة Senses تقول نوف: «الآن نستعد لمعرض سينظم في شهر شعبان يتحدث عن الإسلام ويحكي قصته منذ الدعوة، فكثير من الناس انشغلوا بأمور الحياة وأحببنا من هذا المنطلق أن نذكر العالم بالإسلام، والمعرض عبارة عن لوحات ورسومات مختلفة تعايش قصة الإسلام ونسعى من خلاله إلى تقديمه إلى كل الشعوب والأمم من خلال موهبتنا التي سخرها الله لنا، وهذا أقل ما نقدمه لديننا ونعلم بأن المعرض سيكون نقلة للجميع، ونتمنى أن تقف جميع الجهات ورجال وسيدات الأعمال معنا حتى نظهر بهذا المعرض وفق تطلعات الجميع»