يقولون إنه لا توجد أي مؤامرة وراء هذه الحقيقة المحبطة: «إن الفقراء ليسوا فقراء بالتأكيد لأن الأغنياء أغنياء». وكما يؤكد وارن بافيت أن الأفراد الأثرياء مثل هنري فورد وستيف جوبز وسام والتون ساهموا بشكل كبير في رفاهة المجتمع من خلال ابتكاراتهم وخبراتهم الإدارية. ولكن للأسف، فإن العمل اليدوي ليس له قيمة مباشرة كبيرة الآن؛ بسبب أن الاقتصاد الحالي قائم على السوق عالي التقنية ومتقدم باستمرار والعنصر البشري تم استبداله أو تقليصه في الغالب بالذكاء الاصطناعي وبالتكنولوجيا والروبوتات. في الماركسية، يقال إن الاقتصاد يتألف من ثلاثة مكونات أساسية: الأرض والعمالة ورأس المال. والبنية الأساسية للنظام الاقتصادي مصممة لتوفير أكبر قدر من الفوائد القانونية والإعانات للشخص الذي يملك رأس المال في هذه المعادلة المكونة من ثلاثة أجزاء. والمبرر هو أن رائد الأعمال يعتبر الشرارة الفريدة اللازمة لتكوين الأعمال، وبدون نظام يساعد في تخفيف المخاطر، لن تتحقق ريادة الأعمال وستتوقف الإبداعات. إن ريادة الأعمال تحتاج إلى أكثر من المستثمر، فهي تحتاج إلى صاحب الرؤية للقيام بالعمل وصياغة الفكرة وتحتاج إلى العمال لجعل الأعمال تقدم منتجاً. ما يفعله رائد الأعمال هو تحمل المخاطر نيابة عن جميع العاملين وضبط تدفق الموارد إلى المشروع. بالنسبة لليد العاملة، ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كان العالم يعيش طفرة لأن العمالة كانت موجودة باستمرار في الفائض من السكان مثل المزارعين، ولكن لم يكن هناك الكثير من المدخرات لتحمل مخاطر فشل المشروع وتحفيز ريادة الأعمال على النمو. بعكس القرنين العشرين والواحد والعشرين. أما رواد الأعمال ممن هم أصحاب المشاريع الصغيرة فتشير تقديرات الدراسات الأكاديمية إلى أن العمالة تستحوذ على الجزء الأعظم من العائد على الاستثمار في رأس المال؛ حيث تستحوذ العمالة على ثلثي العائد الإجمالي على الاستثمار، في حين تتدفق النسبة الأقل إلى أصحاب رواد الأعمال. هذه التقديرات قد تتلاشى حين تتقلص اليد العاملة بفعل الذكاء الصناعي. لكني أعتبر كثرة رواد الأعمال علامة عافية في اقتصاد أي دولة.