وارن بافيت، هو أحد المستثمرين الأكثر شهرة في العالم. وله أسلوب استثماري مميز يعتمد فيه على القيمة المضافة لكل شركة في محفظته. فهو لا يعول على تقلبات أسواق المال ولا التحليل الفني أو حتى الأساسي. انما يعتمد على أساسيات علم الاقتصاد واتجاهاته. ولذلك تحظى آراؤه ونصائحه بأهمية بالغة في عالم المال والأعمال والاقتصاد، ويعتمد نطاق عريض من المستثمرين مبادئه الاستثمارية. ولذلك يمكن القول بأن صوت وارن بافيت هو صوت الشارع الاقتصادي التقليدي الرئيسي. تبرز أهمية آراء وارن بافيت لعدة أسباب أهمها أن أسواق الأسهم الأمريكية في وول ستريت والأوروبية باتت تحقق قمما تاريخية غير مسبوقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن اتجاهات الاقتصاد العالمي فيما يخص معدلات الفائدة المنخفضة لفترة طويلة تستمر في مخالفة البديهيات الاقتصادية بعدم انفلات التضخم. فيقول بافيت: «من الصعب أن أرى الأموال تضخ بهذه الكميات في الأسواق بدون أن أرى تضخم، ولكنني لا أراه». ولذلك يعتقد بافيت أن انعكاسات السيولة الرخيصة التي لم تظهر في تكاليف المعيشة، ظهرت في أسعار الأصول بشكل مثير للقلق. فكما يؤكد أن أسعار الفائدة لا يمكن أن تبقى لفترة طويلة مثلما يحدث الآن بدون أن تؤثر سلبا على الاقتصاد، فإن الاحتياطي الفيدرالي يدرس حاليا رفع أسعار الفائدة من مستوياتها الصفرية التي لازمتها منذ اندلاع الأزمة المالية في 2007/2008 حتى مع وجود العديد الشكوك حول قوة النمو في أكبر اقتصاد في العالم. وبالتالي يؤكد بافيت أننا بمجرد العودة إلى معدلات الفائدة العادية فإن ذلك سيجعل أسعار الأسهم متضخمة. أما فيما يخص الاقتصاد الأمريكي وزعامته العالمية، فقد أكد بافيت أن الدولار سيبقى عملة الاحتياط العالمية على الأقل لخمسين سنة قادمة. ولكن ذلك لا يعني خلو الاقتصاد الأمريكي من المشاكل، فمن وجهة نظره يعاني الاقتصاد الأمريكي من تشوه كبير في عدالة توزيع الدخل والموارد الاقتصادية. ولكنه أيضا يشكك في جدوى أي من الحلول التقليدية المطروحة حاليا، مثل رفع الحد الأدنى للأجور، في حل مشكلة توزيع الدخل بدون خلق الكثير من التشوهات. فمراجعة نظام الضرائب بشكل شامل هو أهم عامل قادر على تعزيز استقرار الاقتصاد الأمريكي.