سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة الدكتور شايع محسن الزنداني، شغل العديد من المهمات الرفيعة في السلك الدبلوماسي على مدى 35 عاماً، ويتمتع بخبرة سياسية ودبلوماسية واسعة، إذ سبق أن عمل نائباً لوزير الخارجية، وسفيراً لليمن لدى كل من بريطانيا، وإيطاليا، والأردن، وسفيراً غير مقيم لدى اليونان، وألبانيا، وصربيا، ومندوباً دائماً لدى منظمة الأغذية والزراعة الفاو، كما عمل في بعثات اليمن في العراق وجنيف. السفير الزنداني من مواليد مديرية جحاف بمحافظة الضالع، وحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون، والدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية والسياسية، وطوال مسيرته ظل همه مساعدة أبناء شعبه، وتلمس همومهم، والعمل على تحقيق متطلباتهم، منطلقاً من واجبه، الذي يرى أنه يحتّم عليه العمل ليلاً ونهاراً من أجل اليمن واليمنيين. السفير الزنداني تحدثنا معه من خلال حوار رمضاني، بعيداً عن أسرار ودهاليز السياسة.. رجال عظماء • ما الذي تحتفظ به ذاكرتك من القرية، المدينة، والحي؟ •• جمال الطبيعة، وبساطة الناس والحياة. • حدّثنا عن طقوس مدينتك أو قريتك في رمضان؟ •• الطقوس الرمضانية في مدينتي لا تختلف كثيراً عن المدن العربية، حيث كنا نقضي أوقاتنا بين العبادة والتسوق والسهر في الليل. • على ماذا استيقظ وعيك المبكر من الأحداث والمواقف والناس؟ •• أحداث ومواقف كبيرة أسهمت في تغيير واقع اليمن سلباً وإيجاباً، وفي زمن كان فيه رجال عظماء. • كيف كان أول يوم صيام في حياتك؟ •• رغم مكابرة الطفولة وتقليد الكبار، لم يخلُ أول يوم صيام من مشقّة ظاهرة وعناء كبير. الفتة والسمن • ما موقف والداك من صيامك المبكر، وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق؟ •• شجعاني على الصيام في سن مبكرة، وكان يسمح للأطفال لمن هم دون سن السابعة بقطع الصيام ومواصلته لبقية النهار في حال الشعور بالتعب والإرهاق. • على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت؟ •• الخبز والبيض والحليب والقهوة أو الشاي، وأحياناً ما يعرف بالفتة مع السمن والعسل. • ما النشاط المنزلي الذي كنت تُكلف به؟ •• لا أتذكر أي نشاط منزلي كلفت للقيام به. • من تتذكر من أصدقاء الطفولة؟ •• زملاء الطفولة كثر.. ويصعب في هذا الحيز ذكر أسمائهم. • لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة؟ •• ربما أننا لم نعش معترك الحياة ومتاعبها بمعناها الواسع، في أيامنا الأولى كان عالمنا أصغر والحياة أسهل ومداركنا محدودة. مائدة متنوعة وموحدة • كيف تقضي يومك الرمضاني؟ •• بالعمل والبقاء مع العائلة وتلبية بعض دعوات الإفطار، وممارسة العبادات. • ما المواقف العالقة بالذهن وعصية على النسيان؟ •• هناك مواقف كثيرة عالقة في الذهن وعصية على النسيان أهمها فقدان الوالدين. • ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور؟ •• الذهاب إلى العمل وتعويض النوم عصراً، وممارسة العبادات وقراءة القرآن وحضور بعض الدعوات الرمضانية. • أي الأطباق تحرص على وجوده في مائدتك الرمضانية؟ •• المائدة الرمضانية متنوعة وموحدة، وتكاد أن تكون مكررة كل يوم لجميع أفراد الأسرة، ولهذا لا أحرص على أطباق بعينها بمفردي. اعرف ما تتجاهل • هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية، وما هي؟ •• أحياناً وليس هناك برنامج محدد بذاته. • ماذا يعني الانتماء للدبلوماسية التي تقودها؟ •• أن تظل دبلوماسياً ومهنياً حتى النهاية. • لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟ •• ربما أن مسار الحياة ومتاعبها وتقادم العمر والسنين تسهم في تضييق دائرة الأصدقاء. • ما حكمتك الأثيرة، وبيت الشعر الذي تترنم به، واللون الذي تعشق؟ •• فن الحكمة أن تعرف ماذا تتجاهل. أما بيت الشعر فهو: وكن رجلاً على الأهوال جلداً وشيمتك السماحة والوفاء. كما أنني أعشق اللون الأزرق. • هل لك ميول رياضية، وما فريقك المفضل؟ •• متابعة كرة القدم أحياناً، وأفضل منتخب البرازيل. تقاليد متقاربة • أي زمن أو عصر كنت تتمنى لو أنك عشت فيه؟ •• لو جاز تسمية مرحلة الطفولة بالعصر لتمنيت أن أعيش فيه. • ما آمالك وتطلعاتك وأحلامك؟ •• أن يتحقق السلام والأمن والاستقرار في اليمن. • ماذا افتقدت من العادات والتقاليد اليمنية الخاصة بشهر رمضان؟ •• في البلدان الأجنبية افتقدنا الكثير منها، أما في المملكة فالعادات والتقاليد متقاربة جداً، ولذلك لا نشعر أننا افتقدنا شيئاً من العادات والتقاليد الرئيسة، خصوصاً في ظل تراجع العادات والتقاليد الرمضانية في اليمن عما كانت عليه قبل عقود. التأمل في الحال • قل لنا ماذا يجول بخاطرك؟ •• التأمل بحال عالمنا اليوم والمآل الذي يسير إليه. • ماذا تود أن تقول في هذا الشهر الكريم؟ • شكراً لكم على تشريفنا بهذا الحوار، ونهنئكم بمناسبة شهر رمضان الكريم، ونغتنم هذه المناسبة لنتقدم أيضاً بالتهاني للشعب السعودي الشقيق وقيادته الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وكل عام وأنتم بخير.