وقّع وزير الشؤون الإسلامية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، ورئيس المشيخة الإسلامية المفتي العام للجبل الأسود رفعت فيزيتش بالعاصمة بودغوريتشا، مذكرة تفاهم في مجالات الشؤون الإسلامية. ونصّت المذكرة على أن يتعاون الطرفان في مجال التعريف بالإسلام، وبيان محاسنه، وسماحته، وموقفه من القضايا المعاصرة من خلال تبادل البحوث والكتب والإصدارات العلمية بمختلف اللغات، وعقد ندوات علمية ودورات تدريبية مشتركة تتعلق بتأهيل العاملين في مجال الشؤون الإسلامية. وتضمنت تنظيم المعارض المشتركة للتعريف بالإسلام، ومشاركة العلماء والدعاة المختصين في الشؤون الإسلامية في المؤتمرات والندوات الإسلامية التي تقام في البلدين، وإعداد وتنفيذ البرامج المشتركة للمناسبات الشرعية وتبادل الخبرات في ذلك. كما شملت التعاون بين الوزارة والمشيخة في مجالات شؤون المساجد وعمارتها وصيانتها وعقد جلسات عمل مشتركة في مجال عمارة المساجد وصيانتها، والتعاون في مجال خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية، من خلال تبادل المعلومات في مجال طباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه، وأن تزود وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة المشيخة الإسلامية بالجبل الأسود بنسخ من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. كما نصّت على أن تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بتوعية الحجاج والمعتمرين والزوار من مواطني الجبل الأسود، ونشر الوعي بينهم وتفقهيهم بأعمال الحج والعمرة وأحكامهما وسبل تسهيل أدائهما عليهم. وأكد الوزير آل الشيخ، عقب مراسم التوقيع أن المذكرة تترجم مستوى العلاقات القوية بين البلدين الصديقين والرغبة الجادة في بناء تعاون يعزز المحافظة على الهوية الإسلامية ويرسخ قيم التعايش والتسامح الذي ينطلق من رسالة الإسلام الصافي النقي، مشيراً إلى أن المذكرة ستكون نواةً للعمل فيما يحقق توجيهات القيادة في المملكة التي حملت لواء نشر قيم التسامح والرحمة بين الناس ونبذ الغلو والتطرف وكل الأسباب المؤدية للإرهاب بكل صوره وأشكاله. وأوضح أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد تمد جسور التواصل مع العالم وتسعى لخدمة المسلمين فيما يحقق لهم الكرامة والعزة وبناء الأوطان والتعايش مع الآخرين بكل سلام ومحبة، سائلاً الله أن تحقق هذه الاتفاقية كل الأهداف المنشودة لما يحقق المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين. من جانبه، أشاد رئيس المشيخة الإسلامية المفتي العام للجبل الأسود بالجهود التي تقدمها المملكة لخدمة البشرية جمعاء، خصوصا للمسلمين، لافتاً إلى أن توقيع مذكرة التفاهم مع المملكة حدث تاريخي مهم في العمل الإسلامي وخدمة المسلمين في هذه البلاد التي يشكل فيها المسلمون نحو الربع من سكانها، مؤكداً أن مواقف المملكة تاريخية ومتصلة مع بلاده وكافة دول البلقان. وبيّن فيزيتش أن المذكرة ستخدم العمل الإسلامي في الجبل الأسود وستسهم في تعليم الأئمة والخطباء والدعاة، والاستفادة من تجارب وخبرات المملكة في مجال العمل الإسلامي، ونشر منهج الوسطية والاعتدال والتسامح والتصدي للغلو والتطرف، داعياً الله أن يديم على المملكة الاستقرار والتقدم والازدهار.