عاشت المدن الفرنسية ليلة البارحة حالة من الغضب والفوضى وإحراق للمركبات ومؤسسات الدولة بعد مقتل شاب برصاص الشرطة الأسبوع الحالي. أكثر من 660 شخصا تم توقيفهم ليلة الخميس ونحو 250 شرطي أمن أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، في حين تعرض شرطيان مدنيان إلى اعتداء خطير من قبل مجموعة من الشباب المتظاهرين في مارسيليا. الأحداث التي تسارعت وأدخلت الأحياء الفرنسية في فوضى وتخريب بعد مقتل الشاب نائل، ألزمت الرئيس الفرنسي بقطع اجتماعه مع الاتحاد الأوروبي والعودة على جناح السرعة إلى باريس. وفي تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب التجاوزات والانفلات الأمني نتيجة الاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها فرنسا، قال ماكرون: «الوضع الآن في فرنسا أصبح غير مقبول وسيتم التعامل بحزم مع كل من يقوم بأعمال نهب أو تخريب أو مهاجمة مؤسسات الدولة»، وأضاف: «اتخذنا قرارا بإلغاء العديد من الفعاليات في عدد من المناطق حماية لمواطنينا». وتشير التقارير الأمنية إلى أن معظم المعتقلين في الليلة الماضية عبر المدن الفرنسية التي حدثت بها أعمال شغب هم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 إلى 17 سنة. وقد أشار إلى ذلك ماكرون في تصريحاته، محملا الأولياء المسؤولية، قائلا: «ثلث المعتقلين الليلة الماضية هم من المراهقين وهذه مسؤولية أوليائهم». وأشارت التقارير الى أن عمليات الشغب والنهب التي تحدث حاليا في المدن الفرنسية ساهمت فيها بشكل كبير مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان لها الدور الكبير في إشعال النيران بأحياء المدن، التي استغلتها بعض المجموعات في تصعيد الاحتجاجات واستغلال المواقع كتحد ورهان للأحياء التي تفوز بمشاهد الخراب والنهب والحرق. ويعتبر «التيك توك» و«سنابشات» من أكثر المواقع تداولا للأحداث التي شهدتها أحياء مدن فرنسا في الأيام الثلاثة الماضية بعد مقتل الشاب الفرنسي نائل (17 عاما).