للأسبوع الثاني على التوالي، الأزمة السودانية ما زالت مستمرة، فالاقتتال بين قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع يزداد شراسة محمد حمدان دقلو الشهير ب «حميدتي» وهو ما يجعل سيناريو مستقبل الصراع في البلاد غير معلوم، ما دعا قوى الحرية والتغيير، مناشدة المجتمع الدولي لفرض عقوبات على من أشعلوا الحرب. وأرجعت الكاتبة المتخصصة في الشؤون الأفريقية، ومدير تحرير الأهرام بالقاهرة أسماء الحسيني، الفشل في حل الأزمة السودانية، إلى استمرار الاقتتال بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع، مؤكدة أن استمرار مسلسل تلك الأحداث سوف يفتح أبواب جهنم على البلاد، وعلى المنطقة والقارة الأفريقية، وأيضا على أمن وسلامة العالم، لكون أن مصالح عديدة سوف تتضرر من تلك الحرب، ومن بينها خطر الوضع فى منطقة البحر الأحمر، خاصة أنه لا يبدو أياً من الطرفين عازماً على إنهاء الاقتتال، وهنا يجب على القوى الدولية والإقليمية النافذة والأفريقية، سرعة التدخل لوقف نزيف الدم، لكون أن الجميع سوف يصاب بالضرر. وتابعت الحسيني ل«عكاظ» أن شرارة الحرب التي انطلقت في السودان لن تنطفئ بسهولة، وربما تتمدد لتشمل أطرافا أخرى داخل الحدود السودانية، فالوضع العام شائك ومعقد، حيث توجد بالداخل حركات مسلحة ومليشيات متعددة، كما أن هناك 8 ملايين قطعة سلاح خارج سيطرة نظام الدولة، محذرة من خطورة حمل السلاح بين المدنيين، مبينة أن السودان تربطه حدود بدول جوار هشة مثل «تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا» وكل طرف سوداني يستدعي أنصاره من تلك الدول، وهو أمر بدأ بالفعل، وهناك اتهامات بين المكونين العسكريين بأن كليهما يتلقى الدعم من الخارج، وهو ما يشير إلى خطورة الأمر بمضي الوقت. وأضافت الكاتبة المصرية، أن مناشدة قوى الحرية والتغيير بالسودان، المجتمع الدولي لفرض عقوبات على من أشعلوا الحرب، هي محاولة من جانب المكون المدني بإنقاذ البلاد من ويلات الحرب والفوضى، عبر وساطة دولية بعدما استشعروا الخطر، ووجدوا أنفسهم عاجزين على إخماد صوت المدافع، ووقف جماح الحرب بين الطرفين، فالسودان من وجهة نظري على حافة الانهيار اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، فالوضع الطبي في حالة يرثى له، فضلا على انقطاع الكهرباء والمياه، والجثث في الشوارع، بما ينذر بتفشي الأوبئة، وزيادة حالات النهب والسرقات، فالصورة في المشهد العام صعبة جداً، ولا يوجد حل قريب، فضلاً على الحصار المفروض على البلاد، فلا توجد مساعدات دولية، ولا توجد حكومة مدنية منذ الإطاحة بحكومة الدكتور عبدالله حمدوك، وتدمير ذاتي لكل مقدرات الدولة، والهدوء الحذر الموجود خلال تلك الساعات، هو رسالة عالمية من أجل قيام الدول بإجلاء رعاياها، مشددة أن استمرار الوضع، يؤكد أن القادم أخطر على السودان.