المعتقدات والقناعات تؤثر على الذهن بشكل مباشر. هذه حقيقة علمية تقوم عليها الكثير من الدراسات والأبحاث الحديثة. وبما أن الذهن هو الذي يفسّر العالم من حولنا، فهذا يعني أن المعتقدات والقناعات تؤثر مباشرة على رؤيتنا الواضحة وتضع أمامها عدسة سميكة من الصعب جداً تجاوزها.. فهي متخمة بالتحديات والإخفاقات والتجارب المشوهة الضاغطة على الذهن بكامل طاقتها. هل هناك معادلة سحرية تُنظّف هذه العدسة حتى نرى العالم واضحاً من جوانبه الجميلة؟ بالتأكيد.. المعادلة تكمن في المفهوم الصحيح لمعنى: (التوكل). التوكل يجعلنا أكثر تفاؤلاً في مواجهة تحديات الحياة بكل وعدها ووعيدها. ومن يريد أن يغيّر حياته للأفضل، كل ما عليه فعله هو إضافة مفردة التوكل واكتساب ذهنية جمال التوكل بكل معتقداتها وقناعاتها الصحيحة في الذهن الواعي. وبالتالي، تُلغى الذهنية المشوّهة بقناعاتها ومعتقداتها المُترسبة التي تُفسد كل اللحظات الممتعة. مفردة التوكل تأتي من عدة أبواب؛ لعل أهمها هو التفكر في أسماء الله الحسنى. خصوصاً.. ثلاثة أسماء أساسية تفتح باب التوكل على مصراعيه: (المدبِّر).. الذي يُجري الأمور بحكمته ويصرّفها على مشيئته بما يوجب حُسن عواقبها. فهو يسوق الأسباب ويدبِّر سُبل الوصول للأهداف بالعواقب الحسنة. (المُقيت).. الذي يُعطي كل مخلوق رزقه الذي كتبه له. ومن يعرف المقيت، لا يطلب شيئاً إلا منه وحده.. فهو المقيت وحده. (الباعث).. الذي يخلق الأفعال ويُلهم العبد بما يُفترض أن يقوم به ليصل لما يريد. يعطيه الإشارة أحياناً ويلهمه أحياناً أخرى ليسير في الطريق الذي بعثه له.. مع بعث الأسباب لحدوث النتائج. حين تضيق الصدور بآمال الدنيا.. وقلق الانتظار، لا يبقى من مخرج سوى التوكل على الله (.. فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ..) ليشرح الصدر.. ويسخّر الرزق.. ويفتح أبواب الدنيا المغلقة.