أعظم الانتصارات .. قد يختلف كل منا في الاتجاهات وفي الطموح وفي مستوى رضاه عن ذاته فحينما تنظر يمينا وترى كم من أصحاب العُقد والمبادئ الملتوية وترى كم من الحاسدين الذين يرون أن تحقيقهم لذاتهم يكمن في ظفرهم لما عند الآخرين ..ومن يرى أن تحقيقه لذاته في تحكيم رأيه وسيطرته على من حوله..ومن يرى أن أعظم انتصاراته في كم من المال يضمن له سعادته ومن يرى نصره في التحقير من شأن الغير .. وهكذا وكلما اختلفت نظرة الباقيين لهذا النصرورأيت .. ستقدر قيمة النصر الحقيقي الذي تحمله بداخل نفسك... إن انتصارك على نفسك هي تلك المساحة البيضاء الهادئة النقية التي تجعلك تتعايش بسلام مع روحك وترضى بما كتبه الله لك .. قال الشافعي: ورزقك ليس ينقصه التأني ..وليس يزيد في الرزق العناء ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء انتصار الإنسان على ذاته وعلى أفكاره ومعتقداته السلبية هو حتما أروع الانتصارات وألذها طعما.. فحينما تشعر بأن هناك من يخبرك بأن ما هو آت أفضل وأن الله يحبك فخبأ لك قدر قد لا يخطر لك ببال.. هنا ستتعجب ممن يرى فيك (مجرد قصه إحباط) بينما أنت ترى بأنك ( قصه كفاح فتوكُل فنجاح) ..وأن الإحباط هو ما يسكن عقول المتقاعسين والحاسدين وأن التطور وتحقيق طموحاتك في طريقه اليك وأن طال .. يقول الشاعر : فما بين غمضة عين وأنتباهتها ...يغير الله من حال الى حال إنه شعور يجعلك تنظر لخيرات الآخرين وأنت سعيد بما أعطاهم الله بل وتتمنى لهم الخير والزيادة..وهو ما يقنعك بحب الحياة..ورضى الله ..والتوكل عليه ..وهو ما يجعلك تقدر قيمة الأشياء وقيمة الناس .. والأصدقاء.والوقت..والأحداث.. ويقنعك أكثر بذاتك..بل ويزيد من الطموح لديك .. و هو ما يجعلك تشعر بالعظمة يوما تلو الأخر ويدفعك للإقدام على العمل بثقة دون الالتفات للمهبطين كل ذلك وأكثر بعد أن تتحقق من أن إرضاء كل الناس غاية لا تدرك ولكنك قد تدرك أرضاء من يشاطرك نفس الأفكار والمعتقدات والقناعات.. هو الشعور الذي يجعلك تدرك بأن أصل التغيير يكمن في داخل نفسك ولب هذا التغير هو أفكارك فلا تتجاهل عظم مكانة الفكرة فأعظم القرارات في التاريخ كانت مجرد فكره.. هو ما سيجعلك تقتنع اقتناعا تاما بأنه لن يكون المال هو هدفك ومنتهى غاياتك..(فكلما ترفه الجسم تعقدت الروح) بل أنه ما سيجعل من المال وسيله لتحقيق غاية سامية ترتقي بها.. هو ما سيجنبك الدخول في ساحة حرب أو ظلم أو قهر أعزل فسلاحك الذي بيدك دائما هو سهم تطلقه بجوف الليل فيصيب السماء فتنتظر بيقين تحقيق الدعاء..هل عرفتم معنى النصر الحقيقي..؟ وقفه من قصائدي.. لو صحيح إبليس مثل ما يقولون شاطر ما لقيت بالكون مستغفر وتايب..