سبحان الله الذي يأذن بتغيير الأحوال من الوصب والنصب إلى النعيم والرفاهية، ومن النعيم والرخاء إلى الشدة والضيق، وفي مثل هذا اليوم (22/2/1727م) كتب الله لهذه البلاد وأهلها، على يد ابنها الفذ الإمام محمد بن سعود عزاً وتمكيناً ومنعة، ورخاء ورفاهية، وانعتاقاً من الضيق إلى السعة، ومن الجهل إلى العلم، ومن الضعف إلى القوة، ومن التفرّق إلى الاجتماع، ومن الفقر إلى الغنى، ومن التقاتل والتباغض إلى الألفة والمحبة، ومن الذل والخوف إلى المنعة والأمن، ومن المرض إلى الصحة، ومن البداوة إلى التمدن، ومن التعب والشقاء إلى الراحة والنعيم الوارف، ومن الشرك إلى توحيد الله الخالص، ومن الهوان على الناس إلى التقدير والاحترام، ومن لا شيء إلى كيان متكامل البناء، أرسى قواعده، وثبت أركانه الإمام الموحد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وتتابع أبناؤه من بعده في البناء والتطوير حتى غدت اليوم دولة قوية تحتل مكانة مرموقة بين الدول بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين، حفظهم الله وأعانهم وسددهم.. فهذه بلادنا وهذه قيمنا، وكلها تشهد بالمكانة السامية التي يسرها الله لبلادنا، والرفعة التي أرادها الله لها، كلها شاهدة على جهود حكامنا في بنائه، وجمع أهله على كلمة سواء.إخوتي: هذه نعم عظيمة لا تدوم إلا بالشكر لله والثناء عليه، والدعاء لولاة أمرنا بالسداد والتوفيق، وحبهم والاعتصام بحبل الله المتين (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ).