هل هو العشق الغربي الغامض للشرق؟ أم أنها كراهية بعض دوائره للشرق؟ لا يعرف أحدٌ سبباً للاستمرار في التركيز على الأزمة الصحية التي تمر بها الصين، منذ تخليها عن تدابيرها الوقائية المشددة، المعروفة ب «صفر كوفيد» في 7 ديسمبر 2022. ومع أن الصين تخلت عن «صفر كوفيد» تحت ضغط الاحتجاجات النادرة التي عمت مدنها الكبرى، ضد القيود التي كبّلت السكان طوال السنوات الثلاث الماضية؛ إلا أن الغرب ظل ينتقد منذ فترة طويلة تلك التدابير. وحين استجابت بكين لتلك الانتقادات، انطلقت من الغرب «ولولة» جديدة تزعم أن إلغاء تلك القيود سيؤدي إلى تفش كبير لفايروس كورونا الجديد، وأن ذلك سيؤدي إلى ظهور سلالة جديدة، أو متحورات جديدة. ومن الانتقادات الغربية للصين أن «صفر كوفيد» شملت إغلاق الحدود الصينية على مدى السنوات الثلاث الماضية. وعندما أعادت الصين الأسبوع الماضي فتح حدودها (8 يناير)، قررت الدول الغربية، ودول الجوار المتحالفة مع الغرب، فرض قيود مشددة على المسافرين القادمين من الصين، إلى درجة أن الصينيين عدلوا عن خطط السفر للخارج، وقرروا البقاء في بيوتهم. وهو قرار تضرر منه الغربيون والآسيويون أكثر من الصينيين؛ إذ إن الغرب ودول الجوار الصيني تنتظر بتشوق شديد موسم تدفق السياح الصينيين، لأن «جيوبهم عميقة»، أي مكتنزة بالمال الذي تحتاج إليه تلك البلدان. وتحت الضغوط الدولية اللاحقة لقرار الانفتاح الصيني، أعلنت الصين (السبت) أنها قيدت نحو 60 ألف وفاة بكوفيد-19 منذ 8 ديسمبر الماضي. وكان عدد وفياتها المعلنة رسمياً لا يتجاوز وفاتين أو ثلاثاً قبل ذلك؛ حتى أن العدد المعلن رسمياً منذ اندلاع نازلة كورونا لا يتجاوز 5 آلاف وفاة. ويبدو أن ال 60 ألف وفاة ليست كافية بالنسبة إلى منتقدي الصين في الغرب. فقد نشرت بلومبيرغ تقريراً أمس، جاء فيه، أن «خبراء» قالوا إن الرقم الصيني المعلن قد ينطوي على تبخيس للعدد الحقيقي للوفيات، الذي قد يصل إلى مئات آلاف الوفيات! ومن المفارقات في ما يمكن وصفه ب «لعبة القط والفأر» هذه بين الصين ومنتقديها أن الولاياتالمتحدة والغرب يصطلي منذ أسابيع بمتحورات وراثية أبرزها XBB.1.5، وما لا يقل عن 10 متحورات أخرى من الفايروس، في حين أن الصين، التي تواجه أزمة عدوى فايروسية متفاقمة، تصطلي بسلالة أوميكرون وحدها. وبما أن الانفتاح الصيني الأخير تزامن مع اقتراب عطلة حلول السنة الصينية الجديدة، التي ستبدأ في 21 يناير الجاري؛ وهو موسم ما يوصف بأنه أكبر هجرة بشرية في العالم، إذ إن مئات الملايين من الصينيين يغادرون المدن التي يعملون فيها للتمتع بالعطلة مع ذويهم في بلداتهم وقراهم. وهكذا تحول الموّال الغربي ضد الصين إلى تخويف من تبعات تلك الهجرة الداخلية. ولو أصدرت بكين قراراً بمنع مواطنيها من السفر خلال رأس السنة الجديدة فسيسارع الخبراء والساسة الغربيون لدمغ الصين بقمع سكانها، وتقييد حرية تنقلاتهم. ووصل الأمر بالخبراء الغربيين إلى التكهن بأن تلك الهجرة ستؤدي إلى وفاة أكثر من مليون صيني بكوفيد-19 خلال السنة الجديدة. وطفحت الصحف الحكومية الصينية بتقارير تؤكد مسارعة آلاف المستشفيات والمراكز الصحية في الأرياف لتعزيز استعداداتها لأي طارئ صحي محتمل من جراء تلك الهجرة. وتتمسك الصين بأن التفشي الراهن بلغ ذروته، وأخذ يسطِّح منحنى الإصابات الجديدة، وأن لا خوف إلا على المسنين، الذين هم بطبعهم أكثر عُرضة للإصابة والانتقال لطور الخطر. وقالت وزارة النقل الصينية أمس الأول، إنها تتوقع ملياري رحلة بالقطارات والطائرات قبيل حلول السنة الصينية الجديدة. أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي (مقرها هولندا) أنها تعتزم إصدار تحذير للأطباء الذين قرروا استخدام علاج بالمورثات للمصابين بالضمور العضلي النخاعي المنشأ. وقالت إن عليهم أن يراقبوا مرضاهم من أي ضرر قد يحدث للكبد من جراء تعاطيهم هذا العقار الذي ابتكرته شركة نوفارتيس الدوائية. وجاء ذلك بعد إبلاغ الشركة عن وفاة مريضين بفشل الكبد، بعد تعاطيهم ذلك العلاج في أغسطس الماضي. ومرض الضمور العضلي النخاعي المنشأ، وهناك من يسمونه الضمور العضلي الشوكي، ينجم عن خلل نادر في المورثات، ويؤثر في الخلايا العصبية، ويؤدي إلى ضمور العضلات وضعفها.. وذكرت نوفارتيس من جانبها أنها أبلغت السلطات الصحية بوفاة الشخصين، وبعثت رسائل إلى مزودي الخدمات الصحية في شأن مراقبة سلامة كبد المريض، خصوصاً في الولاياتالمتحدة. وينافس عقار نوفارتيس المسمى زولغينسما عقارين آخرين، أحدهما دواء إيفريسدي، الذي ابتكرته شركة روش السويسرية ويعطى بالفم، ودواء سبينرازا، وهي حقنة ابتكرتها شركة بيوجن الدوائية، ويتم حقنها في النخاع الشوكي. وتصل كلفة عقار زولغينسما الذي تمت الموافقة عليه مطلع سنة 2020 أكثر من مليوني دولار للشخص الواحد. تقدمت شركة إيساي اليابانية الدوائية أمس، بطلب للجهات اليابانية المختصة، للسماح لها بتسويق عقار إيكانيماب، الذي ابتكرته لعلاج مرض ألزهايمر قبل أن يستشري في دماغ المصاب. وكانت الشركة اليابانية حصلت أخيراً على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على عقارها. وهذا الدواء، الذي تم تطويره بالتعاون مع شركة بيوجن الدوائية، هو أجسام مضادة تقوم بإزالة بروتين أميلويد بيتا من دماغ الأشخاص المصابين بالمراحل الباكرة من ألزهايمر. ويقوم الطلب الياباني على بيانات تجربة سريرية أثبتت قدرة العقار الجديد على خفض استفحال ألزهايمر بنسبة تصل إلى 27%. سحبت الحكومة الفيديرالية الأمريكية 52 ألف عبوة من مخزونها الإستراتيجي من عقار «تاميفلو» لمكافحة وباء الإنفلونزا، وسط أدلة على وجود نقص في هذا الدواء المضاد للفايروس، جراء الهجمة القوية التي يشنها فايروس الإنفلونزا في أرجاء الولاياتالمتحدة خلال الشتاء الحالي. وأشارت بلومبيرغ أمس الأول إلى أنه تم إرسال تلك العبوات إلى 10 ولايات أمريكية. ويعرف تاميفلو أيضاً بأوسلتاميفير. وعلى رغم أنه من إنتاج مجموعة روش الدوائية السويسرية، إلا أنه متاح على نطاق واسع من قبل شركات تم السماح لها بصنعه. وتقول صيدليات في أرجاء الولاياتالمتحدة، إنها تعاني نقصاً يمنعها من توفير كميات كافية من تاميفلو لسكان البلاد. وينتمي فايروس الإنفلونزا إلى عائلة الفايروس التاجي (كورونا)، التي تشمل فايروس كوفيد-19. «كوفيد المزمن».. العدو المجهول ! خصصت صحيفة «الغارديان» البريطانية إحدى افتتاحياتها للتحذير من خطر مرض «كوفيد المزمن». وهي حالة تستمر فيها أعراض كوفيد-19 لدى المصاب أشهراً أو سنوات بعد تعافيه من الإصابة، وتأكيد خروج الفايروس من جسمه. وأشارت إلى أن أكثر من مليوني شخص في بريطانيا يعانون من هذا المرض. وأضافت، أن كوفيد-19 كان عند اندلاعه عدواً مجهولاً. لكن العلماء نجحوا سريعاً في معرفته. ومع أن كوفيد المزمن يمثل تهديداً أقل درجة من الخطورة الصحية؛ إلا أنه أعجز العلماء، الذين لا يزالون يجهلون كل شيء عنه. ويقول الأطباء، إنهم متأكدون من انتشار هذا المرض، لكنهم لا يعرفون مدى انتشاره. ولا يعرفون كيف يتعاملون معه. ويعزى ذلك، في جانب منه، إلى أن كوفيد المزمن هو في حقيقته مظلة واسعة لعدد كبير من الأعراض. وتقول منظمة الصحة العالمية، إنه تم رصد أكثر من 200 من تلك الأعراض، وأكثرها شيوعاً ضيق التنفس، وضبابية الدماغ، والشعور بالإجهاد الشديد. وتشمل بقية الأعراض فقدان حاسة الشم، وطنين الأذن، وأوجاع البطن، والاكتئاب. وما يزيد الحيرة أن معظم تلك الأعراض يمكن أن تكون وراءها أسباب أخرى غير كوفيد-19. وحذرت الصحيفة من أنه مع إعلان السلطات الصحية البريطانية أن نحو 3.5 مليون إصابة بكوفيد-19 رصدت في بريطانيا منتصف يوليو 2022؛ فإن التوقعات تشير إلى أن عدد الإصابات يتجه إلى الزيادة. وذكرت «الغارديان»، أن من كانت إصابتهم بكوفيد-19 شديدة الأعراض هم الأكثر عرضة للإصابة باستمرار الأعراض. ويبدو أن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 ليس لها تأثير يذكر في منع الإصابة بكوفيد المزمن. وما يحيّر أكثر أن بعض من كانت أعراض إصابتهم خفيفة جداً أصيبوا أيضاً بكوفيد المزمن. وعلى رغم أن الخدمة الصحية البريطانية سارعت لتخصيص عيادات لمرضى كوفيد المزمن؛ إلا أن عددها لا يستجيب للطلب الكبير على خدماتها. ودعت الافتتاحية إلى أن الحلول يجب ألا تقتصر على محاولات العلاج، بل تمتد لتشمل توفير بيئة مرنة لعمل المتضررين من كوفيد المزمن، وإعانتهم مالياً إذا تعذر عليهم العمل. قرر علماء بريطانيا توسيع نطاق فحص التسلسل الوراثي لفايروسات عائلة الفايروس التاجي (كورونا)، ليشمل فايروس الجهاز التنفسي المَخْلَوي، والإنفلونزا، إلى جانب فايروس كورونا الجديد، الذي يسبب مرض كوفيد-19. وذكرت وكالة الأمن الصحي الحكومية ومعهد ويلكوم سانغر، أن الهدف من ذلك هو إلقاء مزيد من الضوء على التهديدات الصحية المحتملة. وكان توسع دول العالم في كشف التسلسل الوراثي لفايروس كورونا الجديد أتاح معرفة أسرار كثيرة عن هذا الفايروس ومرض كوفيد-19، خصوصاً معرفة كيفية قيامه بإفشاء عدواه. وقال مسؤول بحثي بريطاني، إن الجهات البحثية تأمل بأن يتيح التسلسل الوراثي لهذه الفايروسات زاداً كافياً لتطوير أدوية ولقاحات مضادة لها. وسيبدأ العمل في هذا المشروع الطموح في وقت لاحق من السنة الحالية، باستخدام المسحات التي تم استخدامها لتشخيص الإصابة بكوفيد-19، لمسح التسلسل الوراثي لفايروسات الإنفلونزا، والجهاز التنفسي المخلوي، والفايروسات التنفسية الأخرى. ومع أن عدداً من تلك الفايروسات يسبب أعراضاً خفيفة شبيهة بأعراض نزلات البرد. وشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية هذا الشتاء زيادة كبيرة في الإصابات بكوفيد-19.