مع ما تشهده المملكة من تحول رقمي وتفوق في تقديم الخدمات الإلكترونية في شتى المجالات كالصحة والتعليم والتجارة والترفيه، برز الأمن السيبراني واكتسب أهمية قصوى في تمكين التحول الرقمي بالحفاظ على استمرارية الخدمات وضمان التصدي للهجمات السيبرانية التي تستهدف تعطيل الخدمات وتؤثر على الأمن الوطني للدولة. ومنذ إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بأمر ملكي كريم، تتوالى الجهود في بناء إستراتيجات وأطر ومعايير الأمن السيبراني إضافة إلى التدريب وبناء القدرات والمراقبة والرصد والاستجابة للتهديدات السيبرانية. وانطلاقا من دورها المحوري، أطلقت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني البوابة الوطنية لخدمات الأمن السيبراني (حصين)، ما يمثل حدثا وطنيا مهما سيكون له أثر كبير في تعزيز الأمن الوطني وتقديم حلول سيبرانية بمستوى عالمي غير مسبوق. وخلال لحظات تدشين البوابة اختلطت مشاعري امتناناً للقيادة الرشيدة على ما توليه من اهتمام ورعاية لهذا المجال الحيوي، وفخرا بالبوابة والخدمات المقدمة من خلالها، وبالقدرات الوطنية للهيئة الوطنية للأمن السيبراني والشركة السعودية لتقنية المعلومات (سايت) ذراع الهيئة التقني التي عملت بجهد وإخلاص وحس وطني عال، وبالانتماء للتخصص ومجتمع الأمن السيبراني الذي يعد مثالا يحتذى به في التعاون والتكامل في سبيل حماية الوطن وقدراته الرقمية. البوابة الوطنية للخدمات السيبرانية تعد نقلة نوعية، إذ تقدم وبشكل مبدئي 4 خدمات أساسية ومهمة لأكثر من 400 جهة وطنية، وستكون هذه هي البداية لخدمات كثيرة تقدم من خلال البوابة وهي: 1- منصة مشاركة المعلومات والتنبيهات والتقارير السيبرانية بين الهيئة والجهات، وتحتوي على تقارير مخصصة لكل قطاع وتقارير عامة وغيرها من المميزات التي تمكن الجهات من الاستجابة للحوادث بفعالية عالية. 2- منصة الالتزام بضوابط الأمن السيبراني التي تصدرها، وتُمكّن المنصة الجهات من متابعة الالتزام بالضوابط بشكل أكثر سهولة وسلاسة من خلال تقييم الالتزام ورفع الأدلة والحصول على التقارير التي تعطي صاحب الصلاحية تصورا كاملا عن مستوى التزام الجهة. 3- منصة التحقق من البريد الإلكتروني حيث توثق بريد الجهات وتمنع استخدام البريد في هجمات الانتحال باستخدام بريد الجهة. 4- منصة فحص الملفات والروابط، إذ تستطيع الجهة استخدام الخدمة للتحقق من خلو الملفات من البرمجيات الضارة وروابط التصيد. ويعكس إطلاق البوابة الاهتمام والدعم لمنظومة الأمن السيبراني في المملكة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وهو ما أسهم في بناء هذا القطاع الحيوي وتحقيق إنجازات نوعية قادت المملكة للحصول على المركز الثاني في المؤشر العالمي للأمن السيبراني. وتعد بوابة «حصين» إحدى ثمرات النموذج السعودي في الأمن السيبراني المستند على رؤية المملكة 2030 ومستهدفاتها، وتأتي ضمن جهود الهيئة في حماية البنى التحتية الوطنية وفق رؤية محددة نحو الوصول إلى فضاء سيبراني آمن وموثوق. أخيرا، وحتى تتوج الجهود الجبارة التي بذلتها الهيئة وشركة «سايت» في إنشاء بوابة «حصين» وتتكلل بالنجاح لا بد من التعاون والتفاعل من جميع الجهات المستفيدة مع البوابة والاستخدام الأمثل والاستفادة القصوى من الخدمات المقدمة من خلالها، بالإضافة الى مشاركة الملاحظات على البوابة وتقديم المقترحات التطويرية للإسهام في تقديم خدمات أكثر جودة وموثوقية.