يأتي العيد بعد مواسم الطاعات، متخايلاً مفعماً بالحضور معلناً الفرح، آخذاً بيد الكبار والصغار نحو السعادة والمشاركة والامتنان. وأول الأبواب التي يطرقها العيد هي قلوب الأطفال، ومن ثم تكوين وترتيب الذكريات المبهجة التي تستمر معهم في رحلة الحياة إلى ما لا نهاية، تُؤانِس وحدتهم وتعد مرجعهم الأول للحديث عن مظاهر السعادة، يأتي العيد كُل عام منشرحاً ومحباً، يقول ابن الأعرابي «سُميَ عيداً لأنّهُ يعُود كل سنة بفرح متجدد». ولكل أمة فلسفتها في إظهار هذا العيد بالشكل الذي توارثته جيلا بعد آخر، ولكن معانيه الدينية منطبقة في كُل أرجاء العالم الإسلامي بنفس الأهداف السامية، وعندما نقول «العيد والطفل ثنائية لعملة واحدة» جزماً نحن لا نخطئ، فمن يرد لنا جمال الروح وسعة الصدر ودوام الابتسامة مثل الأطفال أيام العيد. إلا أن العيد فرصة للحديث مع الأطفال على أنه شعيرة دينية لها أهداف ربانية وسُنن نبوية ونطبقها برفقتهم بشكل فعلي وضمني ومنها: أولاً: الإفطار يوم العيد ولو بحبات تمر قبل الخروج من المنزل للصلاة. ثانياً: الحديث مع الأطفال عن صلاة العيد وأجرها. ثالثاً: إلقاء التحية ومعايدة من يلتقي بهم الطفل أيام العيد، وإعطائه بعض الجمل الصحيحة للمعايدة. رابعاً: مواقف التكافل والعطاء مع الفقراء والمساكين لإدخال التطوع في حياة الطفل بشكل عملي. خامساً: الحديث عن السيرة النبوية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كيف كان يستقبل العيد؟ وما هي سننه التي كان يقوم بها؟ حتى ترق قلوبهم وتشعرهم بالبعد العميق للعيد. بل إن العيد وقت ملائم لتذكر المجروحين والمتألمين، فقد يأتي العيد للبعض حزيناً مؤلماً لظروف معينة إما لفقد أو لطارئ مفاجئ وحزين، والبعض يأتي العيد منطبقاً عليهم قول المتنبي: لا تحسبنَّ رقصي بينكم طرباً فالطير ترقُص مذبوحاً من الألمِ ولكن يقظة بسيطة بعد أداء صلاة العيد والنظر إلى جمال الأطفال بروحهم وقفزاتهم وضحكاتهم من حولنا تبدد مشاعر الحزن إلى الابتسامة والابتهاج بالعيد، كما أن إعلان فرحته من مستحبات هذه الشعيرة العظيمة، وقد يأتي ممسكاً وبيدِّه أدوات الفرج والعون، يقول ابن عابدين «سمي العيد بهذا الاسم لأن لله تعالى عوائد من الإحسان». وما أجمل أن ننسى بعض الأسى لكل شيء مؤلم مررنَّا به، لأن العيد موسم لا يمكن يغيب مشهد السعادة فيه.