مسلسل «العاصوف 3» الذي حاكى فترة التسعينات الميلادية؛ أثار جدلاً عريضاً من ناحيتين؛ اجتماعية وسياسية وخطوطهما الفكرية والحياتية.. فالاجتماعية كتب فيها الكثير من النقَّاد ولن أضيف شيئاً.. أما الناحية السياسية كمحور رئيس في سيناريو العمل وحواره فسوف أتطرق إليها بشيء من الإيجاز وفي عجالة. وثَّقت ال20 حلقة من المسلسل مرحلة مهمة من تاريخ السعودية والأحداث المهمة بين عامي 1989 و1998.. تلك الحلقات عرَّت ما كان يحدث في تلك المرحلة من أمور عدة: أولاً: أغضبت اليسار واليمين كوجهين لعملة واحدة. ثانياً: كشفت أزمة ما يسمى ب«المحتسبين» ونفوذهم ومطاردتهم للناس وتخويفهم الأبرياء. ثالثاً: فضحت الجماعات المتطرفة اليمينية الإخونجية واليسارية المتلبرنة. رابعاً: أظهرت أهداف مرتزقة بريطانيا وكندا. خامساً: أبانت نوايا أولئك الذين يتبنون المذهب السلفي الجهادي المتطرف الذي خرج على ولاة الأمر فدمَّر وفجَّر وقتل. سادساً: بيَّنت التبرعات التي كان يجمعها من يسمون ب«الجهاديين» وذهابها إلى مصالحهم الشخصية، فامتلكوا العقارات والشقق والبيوت في لندن وڤانكوڤر. نحمد الله أن جاءنا عصر حُورب فيه كل هؤلاء.. نحمد الله أن منحنا قيادة حكيمة أعادت مجتمعنا إلى ما كان عليه قبل 1979.. نحمد الله أن منَّ علينا في الوقت الراهن بصحوة وسطية حقيقية تزعمها قائد النهضة والتطور والازدهار الأمير الشاب محمد بن سلمان، الذي أكد أننا لن نضيِّع 30 عاماً أخرى في مواجهة الأفكار المتطرفة.. فما يحدث اليوم هو «الصحوة»، وما حدث بعد نهاية السبعينات هو «الغفوة».. فالحمد لله على ما نحن فيه من نعمة.