بعد مباراة الانكسار المخجلة التي أوضحت للعشاق والمحبين فقط، أن من هم في البساط والمستطيل الأخضر القشيب أجساد بلا روح، وأقدام متثاقلة، وفانيلات ناصعة البياض تعلن الاستسلام والانهزامية في وقت كان بالإمكان إعلان التحدي واللعب لسمعة وتاريخ وقيمة وقامة كيان عظيم وعملاق، ومسح الصورة الرتيبة والهزيلة من أجل جماهير وعشاق ومجانين اعتادوا وتعودوا الوقوف معهم ومؤازرتهم برغم الخذلان، وحالات الانكسار التي شوهت جماليات النادي الملكي عاماً بعد آخر، بعد أن حقق في عام كل بطولات الموسم بوقفة محبيه وعشاقه ورجالاته الذين بذلوا الغالي والنفيس منذ أن تأسس، ليكون النادي الأنموذج في كل شيء طوال ال85 عاماً؛ لأنهم عشاقه ومحبوه المخلصون، حتى جاء من جاء وقزّم وصغّر هذا الكيان، وبات وأمسى وأصبح وأضحى من يتشدق وينتقص ويستصغر بطل الكؤوس ومنبع الفن والبطولات وصاحب الأولويات وصانع المنجزات، شرذمة لا تفرق ما بين الكرة والكره، وهمها ألا يكون الأهلي منافساً، والأشد إيلاماً أن عدداً من أبنائه ومن له فضل عليهم، ساهموا وشاركوا في أن يكون الأهلي في هذا المكان وتلك المهانة. وبعد كل ما حدث ويحدث من حرب خافية للإطاحة باسم الأهلي ووضعه قسراً في مؤخرة الصفوف، فإن كل العشاق فقط من جماهيره يشعرون بالخجل وهم يتابعون ناديهم العملاق بهذه الإدارة أحادية الرأي واختياراتها الرديئة للجهاز الفني وعناصر الفريق المحلية والأجنبية المهترئة، ويشاهدون الخذلان في كل نزال عنواناً أمامهم، وكأني بهم يتساءلون هل تريد الإدارة أن توجه لنا رسائل مكررة بأن هذا فريقكم إدارة مشرفة وجهازاً فنياً ولاعبين متهالكين، وليست لديها النية في التغيير حتى ينتهي الموسم ونجده في مصاف الدرجة الأولى؟ هنا، وأكاد أجزم أن مجانين الأهلي الذين قيل فيهم ما لم يقله مالك، ولن يركن الأهلاويون العشاق لأي من هذه التبريرات والمسكّنات وانتظار تعثر الفرق لكي يبتعد الفريق عن مناطق الخطر، وسيقول الجمهور كلمته متى ما شعر أن النادي يسير وحيداً، وحينها سيهب الجميع صغاراً وكباراً لتوحيد الصفوف، ويكون الجميع على قلب رجل واحد.. متماسكين متعاضدين، ووأد الخلاف واجتثاث الانقسام الإداري الذي أحدث شرخاً جسيماً في مثالية واحترافية النادي الأهلي، ولم يحدث في تاريخ النادي الملكي أن حصل هذا الانقسام بين جماهير وإعلام ومحب للنادي الملكي، إلا في الآونة الأخيرة، ولعل ما يشاهده الكاره قبل المحب من التباعد والتنافر، خاصة المدير التنفيذي ومكابرته وتفرده بآرائه، ورئيس النادي بات مدعاة للتندر والسخرية على ما آل إليه حال الأهلي من الضياع الإداري وفقدان شخصية النادي الأسطوري الذي تغنى بأمجاده ومنجزاته وأولوياته الكثيرون من العظماء، ولكي يعود المارد الأخضر، فعلى جماهير الأهلي الوفية أن تقف مع الكيان وتعود للمدرجات وتدعم نجوم الفريق دون محاباة نجم على آخر، وحتماً سيعود النادي الأفضل والأمثل، والصرح الرياضي العملاق يوما ما، وقريباً جداً، ولن يقف أحد أمامه، وسيحقق كل تطلعات جماهيره وعشاقه ومجانينه، وسيعودون يرددون سوياً: وعبر الزمان سنمضي معاً. ترنيمة مدري كانت خيانة مدري كانت ظروف نختلف في الأسامي نتفق في المصير!