تصاعدت حدة الأزمة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا بعدما أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن دوله أرسلت سفنًا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية، فيما بدأت عواصم غربية بإجلاء دبلوماسييها من كييف. وأعلن حلف شمال الأطلسي في بيان، اليوم (الإثنين)، أن دوله تستعد لوضع قوات احتياطية في حالة تأهّب وأنها أرسلت سفنًا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في بيان، إن حلف شمال الأطلسي سيواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية كل الأعضاء والدفاع عنهم من خلال تقوية دول التحالف الشرقية، مضيفا: سنرد دائمًا على أي تدهور في بيئتنا الأمنية، بما في ذلك عبر تعزيز دفاعنا الجماعي. ولفت الحلف في بيانه إلى أن القرارات التي اتخذتها الدنمارك في الأيام الأخيرة بإرسال فرقاطة وطائرات حربية إلى دول البلطيق، ودعم إسبانيا لانتشارها البحري وتحضير هولندا لسفن ووحدات برية في حالة تأهب لقوة الرد السريع. وتحدث عن عرض حديث من فرنسا لإرسال قوات إلى رومانيا، لافتًا إلى أن الولاياتالمتحدة أوضحت أيضا أنها تدرس زيادة وجودها العسكري. من جهته، اتّهم الكرملين الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي بتصعيد التوتر بعدما أعلن التكتل العسكري بأنه سيعزز دفاعاته في شرق أوروبا على وقع الأزمة الأوكرانية. وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن واشنطن وحلف الأطلسي يصعدان التوتر عبر «هستيريا الإعلانات» و«الخطوات الملموسة»، لافتا إلى أن خطر شن قوات أوكرانية هجوما ضد الانفصاليين الموالين لروسيا «مرتفع للغاية». وفيما ينتظر الاتحاد الأوروبي تفسيرًا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يُفيد بفحوى محادثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن احتمال غزو روسي لأوكرانيا، أعلنت الخارجية البريطانية أنها ستسحب بعض موظفيها وعائلاتهم من سفارتها في أوكرانيا ردًا على «التهديد الروسي المتصاعد» في خطوة مشابهة لما قررته الولاياتالمتحدة، بينما نصحت فرنسا رعاياها بعدم السفر إلى أوكرانيا. ويناقش بلينكن، اليوم في مداخلة له عبر الفيديو، مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل المحادثات الصريحة التي عقدها الجمعة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. واعتبرت السلطات الأوكرانية أن قرار واشنطن إجلاء عائلات دبلوماسييها في كييف «سابق لأوانه». ومع حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وصل التوتر بين موسكو والغرب إلى أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة، وهناك مخاوف فعلية من اندلاع صراع واسع النطاق في أوروبا الشرقية.