التقى وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي أمس الثلاثاء لمناقشة التصدي لتعزيزات عسكرية روسية عند الحدود مع أوكرانيا وسط قلق من احتمال أن يكون الكرملين يستعد لعملية غزو. ويأتي الاجتماع المقرر في ريغا عاصمة لاتفيا، وسط أجواء متوترة في شرق الحلف، وفي وقت يواجه الحلفاء أزمة لاجئين تتهم دول الغرب بيلاروس بتدبيرها. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ لوكالة الأنباء الفرنسية خلال زيارة لقوات الحلف في لاتفيا "لا يوجد وضوح بشأن النوايا الروسية، إنما هناك حشد غير عادي للقوات للمرة الثانية هذا العام". أضاف "نرى عتادا ثقيلا وطائرات مسيرة وأنظمة حرب إلكترونية وعشرات الآف الجنود الجاهزين للقتال". ونفت موسكو بشدة أن تكون تخطط لشن هجوم، وحملت الحلف الأطلسي مسؤولية تأجيج التوتر. يتوقع المسؤولون أن تتطرق محادثات الحلف إلى تقديم دعم إضافي للجيش الأوكراني واحتمال تعزيز قوات التكتل المنتشرة على الضفة الشرقية للحلف، لكنهم يشيرون إلى أن أوكرانيا، الطامحة للانضمام للحلف، غير مشمولة بمعاهدة الدفاع الشاملة للحلف. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال مشاورات مع نظرائه من دول حلف شمال الأطلسي، إن "روسيا يجب أن تدفع ثمنا باهظا لأي شكل من أشكال العدوان" على أوكرانيا. وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن: "أي عدوان جديد ستكون له عواقب وخيمة". وأضاف ماس أن "الأنشطة العسكرية لروسيا على الحدود مع أوكرانيا مدعاة لقلنا البالغ"، وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات صادقة ومستدامة للتهدئة. وقال أيضا إن التهدئة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر طريق المحادثات، "وأنا لن أمل من التأكيد على أن الباب لمثل هذه المحادثات لا يزال مفتوحا أمام روسيا". من جانبه، وصف الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج، الموقف بأنه مثير للقلق. كان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أعلن في كييف يوم الاثنين الماضي عن وجود 115 ألف جندي روسي على الحدود بين روسياوأوكرانيا. من جانبه انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قيام الولاياتالمتحدة بتأجيج التوترات بشأن تدريبات تجريها القوات المسلحة الروسية. ونقلت وكالة "تاس" الروسية عنه القول: "نواجه اتهامات تتعلق بتدريبات تجريها القوات المسلحة الروسية، وعلى أرض تخضع لسيادة روسيا، من جانب دول تنقل أعدادا ضخمة من القوات والمعدات العسكرية عبر المحيط باتجاه حدودنا". واستطرد بالقول: "ورغم ذلك، تثار هذه الهستيريا باستمرار" بشأن التدريبات. وأعرب في الوقت نفسه عن استعداد بلاده للتفاوض والبحث عن حلول وسط للخلافات.