تتأهب مدن في شرق أوكرانيا لعمل عسكري للقوات الحكومية مع انقضاء مهلة أعطتها الحكومة لانفصاليين موالين لروسيا لإلقاء سلاحهم وانهاء سيطرتهم على مبنيين، وإلاّ يواجهون عملية كبيرة "لمكافحة الإرهاب". وانقضت المهلة التي أعلنتها السلطات في كييف في الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (06:00 بتوقيت غرينتش)، وقال صحافي من "رويترز" في مدينة سلافيانسك التي سيطر مسلحون على مبنيين حكوميين فيها إن المحتجين لم يظهروا أي إشارة الى التراجع بعد الانذار. وبدافع الغضب من مقتل ضابط في أمن الدولة وإصابة اثنين آخرين قرب سلافيانسك، هدد القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف المحتجين أمس بعملية أمنية شاملة يشارك فيها الجيش ما لم يتراجعوا قبل انقضاء المهلة. ويلقي تيرتشينوف وزعماء آخرون باللائمة على روسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في إثارة وتنظيم موجة من حركات التمرد في سلافيانسك ومدن أخرى ناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا. وقال تيرتشينوف مساء أمس: "لن نسمح لروسيا بتكرار سيناريو القرم في المناطق الشرقيةلأوكرانيا". وقال شاهد من "رويترز" إن مئة انفصالي على الأقل من الموالين لروسيا هاجموا مركزا للشرطة في مدينة هورليفكا بشرق أوكرانيا اليوم الإثنين. وأوضحت لقطات فيديو بثها التلفزيون الأوكراني عربة اسعاف تعالج أشخاصا أصيبوا فيما يبدو خلال الهجوم على المبنى الرئيسي للشرطة في المدينة الواقعة في دونيتسك. وهوت الأزمة بالعلاقات بين روسيا والغرب إلى أسوأ حالاتها منذ نهاية الحرب الباردة عام 1991 وتنطوي على خطر نشوب "حرب غاز" قد تعطل إمدادات الطاقة في أوروبا. وقد يثير استخدام السلطات الموالية لأوروبا في كييف للقوة، مواجهة جديدة مع روسيا. ووصفت وزارة الخارجية الروسية العملية العسكرية المقررة بأنها "أمر إجرامي"، وقالت إن الغرب يجب أن يسيطر على حلفائه في الحكومة الأوكرانية. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مساء أمس، ولوحت الولاياتالمتحدة بفرض مزيد من العقوبات على الكرملين إذا استمر التصعيد في شرق أوكرانيا. وفي سلافيانسك، مازال علم روسي يرفرف على مقر الشرطة حتى الساعة التاسعة صباح اليوم بالتوقيت المحلي. والمبنى هو أحد مبنيين سيطر عليهما انفصاليون بينما استمر ملثمون في حراسة حواجز أقاموها أمام المبنى. وحتى بعد انقضاء المهلة جلبت شاحنة المزيد من الإطارات لتعزيز الحواجز بها. وساد التوتر الأجواء مع محاولة الناس العودة لحياتهم الطبيعية لكن المدارس والجامعات اغلقت أبوابها ونصح الآباء والأمهات بإبقاء أطفالهم في المنازل. وكانت السفيرة الأميريكية لدى الأممالمتحدة سامنثا باور قالت أمس إن الحوادث الأخيرة في أوكرانيا تحمل "دلائل واضحة على ضلوع موسكو". وأضافت "أوضح الرئيس أنه ووفقا لتصرفات روسيا قد تطرح عقوبات في قطاعات الطاقة والبنوك والتعدين على الطاولة وهناك الكثير من الأمور في المنتصف". ويجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في ستراسبورغ اليوم الإثنين لمناقشة الأزمة في أوكرانيا. وتتهم كييف الكرملين بالسعي لتقويض شرعية انتخابات الرئاسة الأوكرانية المقررة في 25 ايار (مايو) المقبل، والتي تستهدف إعادة الأمور في البلاد إلى طبيعتها بعد شهور من الاضطرابات. لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن كييف "تظهر عدم قدرة على تولي المسؤولية عن مصير البلاد" وحذر من أن أي استخدام للقوة ضد الناطقين بالروسية "سيقوض إمكان التعاون"، بما في ذلك محادثات مقررة الخميس المقبل، بمشاركة روسياوأوكرانياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. واستبعد حلف شمال الأطلسي القيام بأي عمل عسكري في أوكرانيا التي لا تحمل عضوية الحلف لكن واشنطن وقادة الحلف أوضحوا أنهم سيدافعون عن كل الدول الأعضاء ومن بينها جمهوريات سوفيتية سابقة في بحر البلطيق تعتبر الأكثر عرضة للتأثر بالضغوط الروسية.