يتواصل القلق من تفاقم الأزمة الناجمة عن تسارع تفشي وباء فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، خصوصاً في الولاياتالمتحدة، التي تصطلي بأعداد قياسية من الإصابات الجديدة، والوفيات الإضافية. ففيما ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم منتصف نهار أمس (الأربعاء)، إلى 218.57 مليون إصابة، نجمت عنها 4.53 مليون وفاة؛ تخطى عدد المصابين في أمريكا أمس 40 مليوناً. وقفز عدد وفيات الولاياتالمتحدة أمس إلى 657910 وفيات منذ اندلاع نازلة كورونا قبل نحو 18 شهراً. ومن نظر إلى الإحصاء اليومي لعدد الإصابات الجديدة والوفيات سيكون هذا التفاقم في المشهد الصحي الأمريكي «تحصيل حاصل»، كما يقال. ففيما قدمت بلدان العالم في 30 أغسطس 686120 حالة جديدة؛ كان نصيب الولاياتالمتحدة منها 258532 إصابة جديدة، و1348 وفاة. وقدمت دول العالم في 31 أغسطس 546428 حالة جديدة؛ أسهمت فيها الولاياتالمتحدة ب 140704 إصابة جديدة. وعمّ البؤس المشهد الصحي في عدد كبير من دول المعمورة أمس. فقد أبلغت بريطانيا أمس، عن تجاوز عدد حالات التنويم في المستشفيات بمرض كوفيد 1000 شخص في أرجاء المملكة المتحدة، للمرة الأولى منذ فبراير 2021. وذكرت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية، أن عدد من تم تنويمهم ارتفع إلى 1019 شخصاً. وأضافت أنها قيدت 50 وفاة بكوفيد-19 خلال الساعات ال 24 الماضية. وذكرت أنه تم تنويم 934 مريضاً في 26 أغسطس، و901 في 27 أغسطس كما ارتفع عدد الإصابات الجديدة بنسبة 4% ليصل إلى 32181 في أرجاء بريطانيا. واستمر وجود مخاوف من أن تؤدي عودة الأطفال إلى مدارسهم- الثلاثاء بالنسبة للمرحلة الابتدائية، والإثنين المقبل بالنسبة للمرحلة الثانوية- إلى موجة جديدة من التفشي، ما أجج الخلافات في المجتمع البريطاني في شأن ما إذا كان واجباً تطعيم الأطفال. وأعلنت اليابان أمس، أن الموجة الفايروسية الراهنة استهدفت بوجه الخصوص فئة الشباب. لكنها مع ذلك أثبتت نجاح لقاحات كوفيد-19 في حماية المسنين. كما أظهرت تباطؤ التطعيم وسط الشباب. وقالت الحكومة الفلبينية أمس إنها ستفتح التطعيم للسكان من جميع الفئات العمرية بحلول أكتوبر القادم، بمن في ذلك الأطفال. ونقلت بلومبيرع أمس عن مديري المصانع في دول جنوب شرق آسيا قولهم إن الهجمة الشرسة لسلالة دلتا المتحورة وراثياً تمثل ضربة كبيرة للإنتاج في بلدانهم. وزادوا أن البلدان الأكثر تضرراً من هذه الهجمة هي إندونيسيا، وتايلند، وفيتنام، والفلبين، وماليزيا. وقال حاكم ولاية يوتا سبنسر كوكس (الثلاثاء) إن مستشفيات ولايته أضحت تشارف على الانكسار، من جراء الارتفاع الكبير في الإصابات الجديدة بسلالة دلتا. وأوضح أن نقص الكوادر الطبية زاد الوضع تفاقماً. وأعلنت ولاية إيداهو المجاتورة، أنها ستسعين بكوادر الحرس الوطني الأمريكي لتغطية النقص في الكوادر الطبية في مشافيها. وقال حاكم إيداهو براد ليتل لصحيفة «إيداهو ستيتسمان»: لقد وصلنا إلى مرحلة من البؤس الصحي لم نعهدها مطلقاً في السابق. وقالت خبيرة مكافحة الأوبئة في ولاية كولورادو راتشيل هيرلي أمس إن عدداً كبيراً من الإصابات الجديدة في الولاية هي لأطفال. وأوضحت أن هذه الإصابات بدأت منذ يوليو الماضي، ما اضطرها إلى نصح المدارس بأن تطلب من طلابها الالتزام بارتداء الكمامات داخل فصولهم. وفي المغرب، التي تخطو للالتحاق بنادي الدول التي رزئت بمليون إصابة منذ بدء نازلة كورونا؛ ذكر مسؤولون أن المملكة بدأت تطعيم الأطفال من سن 12 إلى 17 عاماً اعتباراً من أمس الأول (الثلاثاء)، في سباق منع الزمن قبل عودة الأطفال إلى مدارسهم. وأضاف المسؤولون أنهم يتوقعون تطعيم 3 ملايين طفل في تلك الأعمار. وأعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل (الثلاثاء)، أن الاتحاد الأوروبي حقق تقدماً كبيراً في حملة التطعيم ضد وباء كوفيد-19؛ إذ تم تطعيم 70% من سكان دوله ال 26. وقالت مفوضة الاتحاد أوروسولا فون ديرلين، إن اللقاح هو السبيل الأوحد للحماية من الوباء، وإن أوروبا حققت الهدف من حملة التطعيم ضمن الجدول الزمني الذي تم وضعه منذ ظهور اللقاحات المضادة للوباء. وفي إيطاليا، قال وزير الصحة روبيرتو سبرانزا أمس الأول، إن إعطاء جرعة تعزيزية ثالثة للإيطاليين أضحى «احتمالاً راجحاً جداً». وأضاف أن حكومة بلاده تدرس أيضاً إصدار قرار يلزم السكان بحمل «تصريح أخضر»، خصوصاً العاملين في القطاع الخاص. وكانت إيطاليا بدأت اعتباراً من أول سبتمبر الجاري إلزام المسافرين في الرحلات الجوية والبحرية والقطارات والحافلات بإبراز شهادة تطعيم، أو نتيجة سالبة لفحص أجري أخيراً. وقام المناهضون للقاحات أمس (الأربعاء)، بإغلاق المحطة الرئيسية للقطارات في العاصمة روما، احتجاجاً على التعليمات المتعلقة بالتصريح الأخضر. انهيار لقاح ل «الإيدز»في أفريقيا أعلنت شركة جونسون آند جونسون الدوائية الأمريكية العملاقة أمس، أنها قررت إنهاء تجربة سريرية على لقاح يمنع الإصابة بمرض النقص المكتسب في جهاز المناعة (إيدز) في القارة الأفريقية، بعدما أكدت البيانات أنه لم يقدم سوى حماية ضئيلة ضد الفايروس المسبب للإيدز. وكان لقاح آخر ضد الإيدز أخفق إخفاقاً كبيراً العام الماضي في جنوب أفريقيا. وبلغ عدد المصابين بالإيدز في العالم خلال 2020 نحو 1.5 مليون نسمة. ويبلغ عدد المصابين المتعايشين مع هذا المرض 38 مليوناً في أرجاء العالم. وقالت منسقة تجربة لقاح جونسون آند جونسون رئيسة مجلس الأبحاث الطبية الجنوب أفريقي الدكتورة غليندا غراى إنها أُصيبت بخيبة أمل شديدة من فشل اللقاح، الذي ظلت تعمل على تطويره منذ أكثر من 15 عاماً. وقالت: ربما يتعين البحث عن وسائل مبتكرة جديدة لتحقيق هذا الحلم. وكانت شركة موديرنا الدوائية الأمريكية، أعلنت الأسبوع الماضي، أنها ستختبر لقاحاً ضد الإيدز يعتمد على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA.