دخلت المعركة بين الإنسانية وفايروس كورونا الجديد مرحلة جديدة: سباق محموم بين التطعيم ووباء كوفيد 19. ويبدو واضحاً أن الأمم الكبرى أيقنت أن عدوها القاتل لن يندحر إلا بتلقيح سكان الكوكب الأرضي. ففيما تجاوز عدد إصابات العالم أمس 173.73 مليون إصابة، أدت إلى 3.74 مليون وفاة؛ قفز عدد جرعات اللقاحات حول العالم أمس إلى ملياري جرعة. فهو إذن سباق يهدف إلى ترويض الفايروس، الذي تجددت بقوة الاتهامات في الغرب للصين بتخليقه في أحد مختبراتها، وإطلاقه ضمن تجارب على أسلحة بيولوجية. وهي اتهامات رفضتها الصين بشدة. لكن العالم الذي ظل يكتوي بالفايروس منذ أكثر من عام لم يتعلم من الخراب والموت والإغلاقات شيئاً! فقد استأثرت الدول ال 27 الأشد ثراء في العالم ب 29% من لقاحات كوفيد 19؛ على رغم أن عدد سكانها لا يتعدى 10% من سكان المعمورة. ومن المفارقات أن الصين هي الأكثر تطعيماً لسكانها؛ إذ إن ثلثي عدد الجرعات التي يستهلكها العالم كل يوم، وتقدر ب 36 مليون جرعة يومياً، يُعطى لسكان الصين. واحتفلت الولاياتالمتحدة أمس بإعطاء 300 مليون جرعة لقاح لسكانها البالغ عددهم 332 مليون نسمة. وواكب ذلك تراجع مستمر في عدد الإصابات الجديدة، وانحسار كبير في عدد الوفيات الناجمة عن الوباء. والواقع أن الصين هي الأكثر اهتماماً بتحقيق السبق للفوز بلقب البلد الذي أكمل تحصين سكانه، صغاراً وكباراً، ضد كوفيد 19. فقد أعلنت حكومة الصين أمس الأول البدء قريباً في تطعيم الأطفال من سن 3 سنوات، بعدما أكدت بيانات تجارب سريرية فعالية ومأمونية لقاح ساينوفاك بالنسبة للأطفال. وخلال 5 أيام فقط خلال مايو الماضي أعطت الصين أكثر من 100 مليون جرعة لقاح لمواطنيها. ويقول المسؤولون الصحيون في بكين إنهم يأملون بأن يتمكنوا من تطعيم 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، بحلول نهاية 2021. وتشير أرقام حكومية إلى أن عدد الجرعات التي تم إعطاؤها حتى الأربعاء الماضي بلغ 704 ملايين جرعة، أكثر من نصفها تم إعطاؤه في مايو الماضي وحده. وتقول الإحصاءات إن الصين تمنح 19 مليون جرعة لقاح يومياً. هل يعني ذلك أن كبار العالم بدأوا يعون أنه مهما كانت عمليات احتكار اللقاحات و«المكاوشة» عليها بالتعاقدات المسبقة لن تسلم أية دولة حتى لو حصنت جميع سكانها، ما دامت هناك دول تعاني من التفشي الوبائي، واستمرار التحور الوراثي في السلالات الفايروسية، بسبب عدم امتلاكها كميات من اللقاحات تكفي لتحصين شعوبها الفقيرة؟ ربما نعم. فقد ذكرت صحيفة «صانداي تلغراف» في لندن أمس أن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون سيدعو نظراءه قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، في قمتهم الحضورية في بريطانيا الجمعة القادم، إلى التعهد بالتبرع بلقاحات تكفي لتحصين العالم بأسره ضد فايروس كورونا الجديد بحلول نهاية سنة 2022. وأضافت الصحيفة أن جونسون سيناشد نظراءه، وفي صدارتهم الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، النهوض لمواجهة أكبر تحد يواجه الإنسانية خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ووضع حد للوباء العالمي من خلال ضمان توفير اللقاح لأي شخص في أرجاء المعمورة خلال الشهور ال 18 القادمة. وزادت أن كلمة جونسون أمام القمة ستؤكد أن تطعيم جميع سكان العالم بحلول نهاية السنة القادمة سيكون أكبر إنجاز في التاريخ الطبي العالمي. وفي سياق متصل؛ كتبت صحيفة «صانداي تايمز» أمس أن حكومة جونسون ستتبرع بأكثر من 100 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفايروس كوفيد 19 للدول النامية. وأضافت أن جونسون سيعلن أمام قمة مجموعة الدول السبع الكبرى الجمعة أن بريطانيا ستخصص 2.8 مليار دولار لتوفير تلك اللقاحات لفقراء العالم. وعزز جونسون هذه المعلومات بتغريدة على حسابه في تويتر أمس، قال فيها: «لدينا مسؤولية للقيام بكل ما في وسعنا لدحر كوفيد في أرجاء العالم». وتزامنت مع تلك المساعي لتوفير اللقاحات لدول العالم استمرار عدد من الدول في محاولات التوصل إلى لقاحات خاصة بها ضد كوفيد 19. وأعلنت كل من ماليزيا، وكولومبيا، والأرجنتين، وباكستان، والفلبين، واليابان، وأوكرانيا أنها ما تعكف على صنع لقاحات خاصة بها، أو أنها ستشارك في تجارب سريرية على لقاحات ابتكرتها دول أخرى كالصين مثلاً. وأعلنت السنغال أمس أنها ستبدأ العام القادم إنتاج لقاحات ضد كوفيد 19، بموجب اتفاق وقعته مع مجموعة يونيفيرسيل البلجيكية. بلدان تواجه تفاقم الأزمة الصحية موريشيوس: شهادة التطعيم إلزامية للمدارس والمشافي أعلنت حكومة موريشيوس أن إبراز شهادة التحصين من كوفيد 19 ستكون ملزمة لدخول المدارس، والمستشفيات. وأضافت أن جميع المعلمين، وأولياء أمور الطلاب، والعاملين في القطاع الصحي في هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي سيكون عليهم إبراز بطاقة تؤكد خضوعهم للتطعيم، ليسمح لهم بدخول المدارس والمشافي والمراكز الصحية. ولن يسمح لغير المحصنين بدخول الأماكن العامة إلا إذا أبرزوا نتيجة فحص سالبة حصلوا عليها قبل فترة لا تتجاوز أسبوعاً، اعتباراً من 21 يونيو الجاري. وتم استثناء الطلاب والمرضى من تلك الاشتراطات. وتعتزم موريشيوس التي تعتمد على السياحة تطعيم 60% من سكانها البالغ عددهم 1.27 مليون نسمة بحلول نهاية سبتمبر القادم. البرازيل 16.91 مليون إصابة / 472629 وفاة فرنسا: 5.71 مليون إصابة / 109973 وفاة الأرجنتين: 3.94 مليون إصابة / 80867 وفاة إيران: 2.96 مليون إصابة / 80941 وفاة بيرو: 1.98 مليون إصابة / 186073 وفاة