٭سألناه : من أنتِ؟ ! ٭٭قالت : أنا هذا الشذى الذي يطوف على كل الوجنات ..والصدور ..والأكف .. فتصبح الدنيا أحلى ..وأجمل ..وأبهى ٭سألناها : من أين تأتين ..كيف تنبتين ..؟! ٭٭قالت : أجيء من الأعماق الحافلة ..من القلب الناصع ..من الوريد المشتعل بالنماء ..أنا ..لحظة من العطر ..وهتفة من القلب ..وارجوحة من الفرح والرضا . اجيء دائماً مع الريح المسافرة الى مدن الشجن ..والى ساحات الوله ..والى واحات المطر المثمر !! ٭سألناها : ترى ..أي رسالة تؤدين ..وأي مهمة تتقلدين؟ ! ٭٭قالت : أنا الإيماءة السريعة التي تومض مثل البرق ..تؤثر ..فتقدر على أن تتوسد الانسان ..تمتلكه من رأسه حتى أخمص قدميه ..فتكون الغشقة الجميلة التي يهفو إليها ..ويحرص علها .. ٭ سألناها : واذا حضرتِ بكل هذا البهاء فهل يمكن لكِ أن تتوارين ..وتهربين .. ولماذا؟ ! ٭٭قالت : نعم ..ان الحزن يعكر صفوي ..والانفعال يشرخني ..والكذب يدميني ويجعلني أترك كل الأشياء ..والأجواء ..وأهرب . ٭سألناها : اذاً ..انتِ الابنة لكل ما هو مفرح ..ومبهج ..؟! ٭٭قالت : بل انا الابنة لكل احساس مترف بالصبر ..مضمخ بالصفاء ..وبدون ذلك فإني اتوارى ..اتوارى ابداًً ٭سألناها : وحين تزدهين ..وتتألقين ..وتصبحين فلاً ..ونرجساً ..ماذا تفعلين؟ ! ٭٭قالت : كل شيء ..فالذين يصغون اليّ هم القادرون على التفاعل معي .. والاهتمام بزهوي ..وحضوري .. ٭سألناها : وماذا تصنعين لدى المتلقي؟ ! ٭٭قالت : أنا كلمة حلوة ..اظل دائماً البهاء الذي يفتح له الناس كل رضاءاتهم .. ويلوحون لي بقلوبهم ..ويسمقون بالالتفاف ..وعندما اجيء انا ..يصبح الفرح بحجم الدنيا كلها .. ٭سألناها : اي الأشياء تحبين؟ ! ٭٭قالت : الصفاء ..فهو أساس الدوحة الغناء التي انطلق منها ..واتواصل من خلالها ٭سألناها : وعلى أي الأشياء ترفعين راية الخصام؟ ! ٭٭قالت : على الكراهية ..وعلى الاحترام ..وعلى الحقد ..كل ساحات مظلمة لا يمكن ان تقود الانسان الى تصرف سوي ..أو كلمة حلوة وجميلة .. ٭سألناها : وكيف هو الإنسان في عصرنا وسط الزحام؟ ! ٭ ٭قالت : بخير فالإنسان مضيء بالايمان ..والوفاء ..والمؤازرة .. ٭ سألناها : ولهاث العصر ألم يؤثر على حضوركِ؟ ! ٭ ٭قالت : ابداً ..انا اجيء في كل وقت وآن ..واثق في الانسان ..الانسان ٭سألناها : وبماذا تحلمين؟ ! ٭ ٭قالت : بأن يسود الحب بين الناس ..لتبقى الدنيا حلوة ..وجميلة .. ٭سألناها : وفي الختام ماذا تقولين؟ ! ٭٭قالت : اتمنى ان اتواصل - كلمة حلوة - فأنا أمسك بالشروق انثره على النفس لتضيء ..واهمي به على الأكف لنمضي هانئة صافية ..وعلى القلوب لتبقى بالحنين والحنان ذلك القنديل الذي يزداد توهجاً كلما توالت الايام ..وتعاقبت الأزمان .. كلام متعوب عليه يأتي الصباح فأواري نعاسي ..وافتح دهشتي ..وابدأ في ترتيب هندام خطواتي .. ثم يأتي المساء فأحمل احلامي على كتفي ..واسارع الى خيالي ابثه نجواي حتى ينتشي ! وبين الصباح ..والمساء ..هذا النبض الذي يصنع لي اشواقي ..ويحزمها حتى ارمي بها في وجه الدنيا لتكون احلى !! وتأتين - صغيرتي - حافلة بالبهاء ..تعلنين غضبكِ من هذا الزمن الذي يمضي دون ان يكون منصفاً فيوحد بيننا .. اعطكِ هذا الوجد المرسوم على صدري ..حتى تداري عليه ..بالفئ ..وحتى تتعهد به بالحنان . أنا هذا المتفاقم مع نفسي ..المطحون بالسهر ..والظنون ..الراعف ابداً بالحرمان .. اسألكِ - صغيرتي - ان تنقي احلامنا من القلق ..دعينا نحلم في هدوء ..حتى يكون غدنا املاً جميلاً !! ما اتيتِ الا ويسبقكِ انفعالكِ ..وشكوككِ ..ومللكِ من السنوات .. أنا مِثلك اداري شقائي بالتلهي ..وازرع في كل ثانية املاً حتى لا اموت من العطش !! تعالي نهدهد هذا الزمان ..تعالي نصنع من فراقنا تحدياً حتى نقترب . وجهة نظر لا شيء يعيق ابتساماتنا قدر هذا الصهد العتيق في صدورنا . في الصميم ما بين كل الهمسات ..همسة واحدة ..هي العمرة كله غشقة ما كتبت حرفاً اليكِ الا بدمي ..وما بكيت من أجل غيابكِ الا باعصابي . معنى تلك الرسائل الجميلة هي العصافير التي تغني كلما هرعت الى حديقة الذكريات . كلام حلو اذا جمعت في كفي كل الشموس والأقمار ، ظللتِ انتِ البهاء الأكبر على كفي الأخرى !! الوحدة ..وحوار النفس ٭قال : هل صحيح ان الانسان يستطيع ان يستثمر وحدته بمحاورة اعماقه والتوصل الى حقائق كثيرة عن نفسه كان يجهلها وهو بعيد عن الانصات لاعماقه او حوارها؟ ! ٭٭قلت : صحيح ..لكن هناك الكثير من المعاني لهذا الحوار لعل أهمها ان اهتمامات الانسان اصبحت لا تفلح في تأكيد حضورها ولهذا فهو يعمد للانصات لما في داخله ومن ثم التحاور معه .. ٭قال : لكن هذا لا يعني الفراغ ..ابداً بل هي استراحة الانسان في ركضه اللاهث خلف كل المستجدات الحياتية التي اصبحت تشغلنا ..وتأكل علينا كل الوقت والاهتمام .. ٭٭قلت : ربما ..لكن اعماق الانسان هي الالتفاتة الاحلى في صمت الانسان .. فلا نكاد نجد الفرصة المناسبة الا وتلفتنا الى اعماقنا نحاول ان نبحث عن الجدية فيها .. وفي احيان كثيرة نتواصل بالبحث عن نفس الأعماق الى درجة التهام الضجيج لكل امكانات التحاور مع النفس .. ٭قال : وما يبقى اذن؟ ! ٭٭قلت : ان يخسر الانسان في سباقه مع الزمن ..عندها يضطر الى العودة للانصات الى دواخله والتحاور مع اعماقه والذين فعلوا ذلك طال بهم الوقت لان الانسان كلما ابتعد عن نفسه ..كلما اتسعت المسافة واصبحت بعداً شاملاً ومستحيلا . ٭قال : ولكن اذا ما ادرك الانسان خطأه وأراد ان يعود الى الجادة؟ ! ٭٭قلت : يتعين عليه ان ينتظر اللحظة المناسبة التي تعيده الى نفسه .. وتصالحه على كل الاشياء الغالية فيها ..فاذا انتظر الانسان فإنه قد يحصل على لحظته التي يريد ..واذا ما استعجل الامر فإنه قد يخسر نهائياً ويخرج من حلبة الصراع . ٭قال : فاذا خرج ..ماذا بعد؟ ! ٭ ٭قلت : يتضاعف ألمه ..ويصبح على كتف الطريق تنساه كل اللحظات الحلوة فلا يبقى له سوى المر يلعقه حتى تحين ساعته !! للأشواق واحة قال الشاعر : صبراً على عطش الهوى إن كنتَ حقاً مغرما فالماء أعذب ما يكون إذا استبد بك الظمأ