سبحان الله العظيم الخلاق، الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، والذي قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير)، يستمع إليك إن ناجيته الآن، وهو فوق عرشه تبارك وتعالى لا تحجزه المسافات، ولا تختلف عليه الأصوات. دعوني أتحدث معكم بالأمثلة عن قدرة الخالق سبحانه وتعالى؛ يذكر المتخصصون أن سرعة الصوت تصل إلى 343 مترا في الثانية الواحدة، وأنه يصل إلى 1235 كيلو مترا في الساعة، وهذه هي سرعته في الهواء، بينما تزيد سرعته في السوائل والأجسام الصلبة، وتزيد أكثر بفعل الحرارة، مثلاً: لو أنك فوق مبنى وصديقك «حسن» فوق مبنى آخر وتراه وهو يضرب بمطرقته مسماراً، وبينك وبينه أكثر من 300 متر ونصف، ستشاهد الفعل؛ لكن سماعك لصوت المطرقة سيكون متأخرا ثانية واحدة، ولو أن صديقك الثاني «خالد» في مبنى يبعد عن «حسن» بنفس المسافة التي بينك وبين «حسن»، سيسمع طرقه هو بعد ثانية واحدة، بينما أنت تحتاج إلى ثانيتين ليصل صوت طرقه إليك، وهكذا دواليك.. مثال آخر: لو أن شخصا في مكة يشاهد شخصا آخر في الدمام يدق بالمطرقة مسماراً سيرى الفعل بعينه آنياً، لكنه لن يستمع إلى صوت المطرقة إلا بعد ساعة كاملة تقريباً. وهكذا كلما بَعُدت عنا المسافة تأخر الصوت، فكيف لو كان إنسان في نيويورك وأنت في جدة فلعلك تحتاج إلى عشر ساعات لتسمع صوت ضربه بالمطرقة، وإن كان فوق سطح القمر فلعلك ستحتاج إلى أربعين سنة حتى تستمع إلى صوت مطرقته، وأما إن كان في طرف المجموعة الشمسية فلن تستمع لا أنت ولا 100 من أحفادك بالتناسل إلى صوت المطرقة، لأن المسافة بعيدة جدا بقياس الصوت، فكيف لو كان في طرف مجرة درب التبانة، وكيف لو كان هذا الشخص في تخوم هذا الكون العظيم في طرف من أطرافه. ثم إن صديقك «حسن» لو كان في نيويورك، فإنك ستراه يضرب بمطرقته، ولكن صوت المطرقة سيصل إليك بعد عشر ساعات، بينما لو كان فوق سطح القمر فإن الرؤية كذلك ستتأخر، ستشاهد ضربته بعد ثانيتين بينما صوت الضربة بعد 40 سنة، لأن سرعة الضوء 300 ألف كلم في الثانية الواحدة.. وكلما ابتعد «حسن» تأخر الصوت وتأخرت الحركة أيضاً، وسندخل حينها في معادلات لا نهاية لها.