فشل النداء الأخير الذي أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الخطاب الذي بدا منفصلاً عن واقع الأسواق الأسبوع الماضي، أمام مؤتمر لحزب العدالة والتنمية، لدعوة المستثمرين الأجانب إلى الوثوق بقوة تركيا وإمكاناتها، إذ هوت أسعار الليرة إلى قاع جديد أمام الدولار، بعدما انزلقت إلى 8.1663 ليرة للدولار الواحد، خلال جلسة تداولات أمس (الأحد). وبحسب اقتصاديين متخصصين، فإن تركيا استنزفت احتياطيات نقدية من العملة الصعبة خلال العام الماضي، بقيامها بفرض قروض قسرية؛ لتمويل حملة فاشلة لدعم الليرة، فأهدرت حكومة أردوغان بفشلها ما قيمته 80 مليار دولار؛ ما جعل مؤسسات مالية ومقرضين (غالبيتهم من الأوروبيين) عرضة للوضع الهش، الذي نشأ منذ أن أقال أردوغان رئيس البنك المركزي ناجي إقبال في 19 مارس الماضي. وأوضحوا أنهم «ليسوا متأكدين من قدرة النظام المصرفي التركي على النجاة من هذه النوبة القلبية التي ألمت به، فالاحتياطيات غير موجودة عملياً». وأشاروا إلى «احتفاظ الأتراك بنصف مدخراتهم في حسابات بالعملة الصعبة، محمية من تغيرات الليرة التي فقدت ثلثي قيمتها مقابل الدولار على مدى السنوات الخمس الماضية». وأفادوا بأن، الخطأ الفادح التالي لسياسة أردوغان قد يغلق شريان الحياة؛ لا سيما إذا كان ينطوي على تدخل الدولة برأس المال.