لا صوت يعلو في بريطانيا على الحديث عن سلالات فايروس كورونا الجديد، التي تحورت وراثياً لتهدد حرب اللقاحات على وباء كوفيد-19. ومصداقاً لذلك قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أمس (الأربعاء) إن بريطانيا تقف في الجبهة الأمامية للحرب على سلالات كوفيد-19 المتحورة، معلناً توسيع رقعة الفحوص في المنازل لتشمل مدينتي بريستول وليفربول، بعدما تم اكتشاف 43 إصابة جديدة ب «تحورات تثير القلق» على حد تعبير صحيفة «ديلي تلغراف» أمس. لكن العلماء قالوا إن هذه السلالات المتحورة وراثياً متفشية أصلاً بشكل وبائي في بريطانيا. وحذروا من أن بريطانيا قد تصبح «معقلاً للتحورات الفايروسية التي يمكن أن تبطل مفعول اللقاحات. وكانت بريطانيا أعلنت الإثنين الماضي أنها اكتشفت إصابات في 8 مناطق في إنجلترا بالسلالة الفايروسية الجنوب أفريقية، لأشخاص لم يسافروا قط، ولم يختلطوا بعائدين من جنوب أفريقيا. وهو ما دفع الحكومة البريطانية لتطبيق سياسة الفحوص أمام أبواب المنازل في المناطق الثماني المشار اليها. وفي 11 إصابة جديدة في بريستول اتضح أنها بسلالة كنت المتحورة في بريطانيا، لكنها اكتسبت خصائص التحورات التي ظهرت في سلالة جنوب أفريقيا! والمشكلة الخطيرة تتمثل في أن سلالتي جنوب أفريقيا والبرازيل حدثت التحورات الوراثية فيهما في البروتين الذي يغطي سطح الفايروس، ما يجعله قادراً على خداع نظام المناعة والتسلل إلى بقية أعضاء الجسم ليلحق بها أضراراً مدمرة. وقال هانكوك إن حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون تعمل مع شركات دوائية لهندسة تعديلات مهمة على اللقاحات المتاحة. وأعلن علماء بريطانيا أنهم قد يفرغون خلال أسابيع من ابتكار جرعة تعزيزية من اللقاح، وقد يتسنى توفيرها للعامة خلال أشهر. ويعني ذلك أن البريطانيين ستتم دعوتهم قبيل انتهاء 2021 إلى الخضوع لإبرة ثالثة من اللقاح! وقالت جامعة أكسفورد أمس إن علماءها يعملون على مدار ساعات اليوم لتطوير لقاحات فعالة ضد السلالات الفايروسية الجديدة. وما أثار القلق في بريطانيا أن السلالة الفايروسية البريطانية (سلالة كنت) بدأت تتحور بشكل مشابه للسلالة الجنوب أفريقية. ومن أهم مميزات سلالتي البرازيلوجنوب أفريقيا أنهما تحورتا وراثياً بشكل يجعلهما قادرتين على تقليل فعالية اللقاح. ومن أخطر مشكلات التحورات الحديثة أن هذه السلالات يمكن أن تعيد إصابة من تعافوا من كوفيد-19. وقال أستاذ علم الفايروسات بجامعة ليستر البريطانية البروفسور جوليان تانغ أمس إن الأبحاث الأخيرة تدل على أن اللقاحات التي تستخدم مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA قد لا تستطيع قريباً توفير الحماية المطلوبة من كوفيد-19. كما أنها تهدد بإبطال فعالية العلاج بالأجسام المضادة. وكانت شركتا جونسون آند جونسون ونوفاكس أعلنتا الأسبوع الماضي أن لقاحيهما كانا أقل فعالية في التصدي للسلالة الجنوب أفريقية. وتصاعدت أمس الدعوات في أرجاء العالم الى التعجيل بتطعيم أكبر عدد ممكن من السكان قبل أن يتسع نطاق رقعة السلالات الجديدة. برازيليان يصابان بسلالتين.. في آنٍ معاً! أعلن علماء جامعة فيفال البرازيلية أمس الأول أنهم اكتشفوا برازيليين أصيب كل منهما بسلالتين متحورتين من فايروس كوفيد-19 في آن واحد. ويعتقد أن هذه هي أول إصابات مزدوجة من نوعها في العالم. وقالوا إنهم اكتشفوا الإصابتين أثناء فحص 90 شخصاً في ريو غراند دو سول، جنوبالبرازيل. واتضح أن أحد المريضين مصاب بنسختين مختلفتين من السلالة البرازيلية ظهرتا في ولايتين مختلفتين في البرازيل. أما الثاني فهو مصاب بالسلالة البرازيلية الثانية وبالسلالة المتحورة في السويد! وقال قائد الفريق العلمي الذي يبحث في هذا الشأن البروفسور فيردناند سبيلكي إنه يخشى أن يشهد العالم خلال أشهر «الإصابات المزدوجة بأكثر من سلالة، وأن تظهر سلالات فايروسية جديدة بسرعة أكبر». وذكر مدير المركز العالمي للإنفلونزا في لندن الدكتور جون مكولي إن الإصابة بأكثر من سلالة فايروسية في آن واحد محتملة، لأنها تحدث بالنسبة لضحايا الإنفلونزا.