عاد التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا مجدداً، واستنفرت القوات السودانية وحداتها وعززت تواجدها البري والجوي على الحدود الإثيوبية؛ استعداداً لما وصفته بهجوم إثيوبي وشيك بعد توافد حشود عسكرية إثيوبية إلى الحدود. بالمقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، أنها ستتخذ إجراءات لحماية سيادتها، إذا لم يوقف السودان أنشطته غير القانونية على طول الحدود. وقال المتحدث باسم الوزارة السفير دينا مفتي لإذاعة «إثيو إف إم»، إن الجيش السوداني انتهك حدود إثيوبيا وارتكب أعمالاً غير قانونية. وعزا ذلك إلى أن السودان استغل فرصة انشغال قوات الدفاع الإثيوبية التي تعمل لإنفاذ القانون في منطقة تيغراي وأشعل فتيل الصراع على الحدود، بحسب تعبيره. وقال إن إثيوبيا مستعدة للدفاع عن سيادتها، مضيفاً أن القوات الأمنية في حالة تأهب قصوى على مدار 24 ساعة لمنع أي هجوم، ولفت إلى أن هناك دولاً -لم يحددها- تريد سقوط إثيوبيا. وتجيء هذه التطورات عقب الإعلان السوداني عن سيطرة الخرطوم على أراضٍ كانت تحت سيطرة أديس أبابا قرب الحدود بين البلدين بعد وقوع اشتباكات مسلحة بين الطرفين خلال الأسابيع الأخيرة، اتهم كل من الجانبين الآخر بالتحريض عليها وإثارة العنف. وتصاعد التوتر في المنطقة الحدودية منذ اندلاع النزاع في إقليم تيغراي أوائل نوفمبر ووصول نحو 50 ألف لاجئ إلى شرق السودان. وتركزت الخلافات على الأراضي الزراعية في الفشقة، التي تقع ضمن الحدود الدولية للسودان لكن يستوطنها مزارعون إثيوبيون منذ فترة طويلة. وأجرت الدولتان الأسبوع الماضي محادثات في الخرطوم. وقال وزير الإعلام السوداني فيصل صالح حينها «نحن نؤمن بالحوار لحل أي مشكلة... لكن جيشنا سيقوم بواجبه لاسترجاع كل أراضينا». مضيفاً: «حالياً استعاد جيشنا ما بين 60 إلى 70% من الأراضي السودانية». وكان وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، اتهم الجيش السوداني بشن هجمات منذ التاسع من نوفمبر. وقال إن المنتجات الزراعية للمزارعين الإثيوبيين تتعرض للنهب ويتم تخريب مخيماتهم، كما يمنعون من جني ثمار مزارعهم. وقد قتل وأصيب عدد من المدنيين.