يبدأ السودان واثيوبيا اليوم مباحثات على مستوى الوزراء وحكام الاقاليم وسط توتر على الحدود المشتركة، تسبق لقاء قمة الخميس المقبل في الخرطوم بين الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الاثيوبي مليس زيناوي. وعلمت"الحياة"ان اجتماعات ستلتئم يوم الخميس فى ولاية القضارف الحدودية يشارك فيها حاكما القضارف واقليم الامهرا، ويتوقع ان يبحث الطرفان في ترسيم الحدود المشتركة بعدما شهدت المناطق الحدودية الاسبوع الماضي اشتباكات سقط فيها 13 مدنيا من الطرفين". واعاد الحادث الى الاذهان الاشتباكات بين الدولتين الجارتين في 1994 التي انتهت بسيطرة الاثيوبيين على مناطق زراعية تقدر بحوالي ثمانمائة الف فدان من اخصب اراضي القضارف الزراعية الواقعة في منطقة الفشقة غربي اثيوبيا. واستولى الجيش الاثيوبي يومها على عدد من الآليات الزراعية وطرد المزارعين السودانيين من مناطق انتاج الذرة والسمسم. وشهدت العلاقة بين الخرطومواديس ابابا ذروة توترها باتهام السودان بالضلوع في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في العاصمة الاثيوبية، فيما اتهمت الخرطوم جارتها بدعم قوات المعارضة في الشرق التي سيطرت على عدد من المدن والضواحي المتاخمة للحدود بين البلدين. وعادت العلاقات الى طبيعتها تقريباً مع اندلاع الحرب الاثيوبية الاريترية في العام 1998، واتفق الطرفان على التبادل الامني والتجاري وتسهيل الاجراءات الحدودية، الا ان التوترات بين المزارعين من الجانبين ظلت تطل برأسها بين الحين والآخر. ويتوقع في السياق نفسه، وصول وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفن الى الخرطوم لاجراء محادثات مع مستشار البشير للشؤون الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، على ان يلتقى زيناوي بالرئيس البشير الخميس المقبل. وكانت تقارير صحافية اشارت الى غضب اديس ابابا من الخرطوم بسبب زيارة النائب الاول للرئيس سلفاكير ميارديت الى اسمرا وحديثه عن حلف استراتيجي مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي. وكشفت مصادر ديبلوماسية ان سلفاكير سعى الى احتواء الغضب الاثيوبي بتطمين اديس ابابا الى ان العلاقة مع اسمرا ليست على حسابها اطلاقا. ويؤكد الجانبان السوداني والاثيوبي على العمل لحل القضايا العالقة ومعالجة التوترات الحدودية والتوصل الى صيغة تلائم الطرفين وتساعدهما على التعاون في المجالات الامنية والاقتصادية والتجارية.