كشفت مصادر سودانية موثوقة اليوم(الجمعة)، أن قوات سودانية دخلت مناطق قبالة إقليم تيغراي تسيطر عليها مليشيا إثيوبية، وأكدت أن القوات السودانية أعادت السيطرة على مناطق زراعية متاخمة لإثيوبيا لأول مرة منذ 25 عاماً. وسيطر الجيش السوداني على معسكر «خور يابس» داخل الفشقة الصغرى قبالة «بركة نورين»، بعد 25 سنة من الغياب. يُذكر أن نزاعا حدوديا كان نشب بين إثيوبيا والسودان على الحدود الشرقية للأخيرة، وتحديدا في منطقة «الفشقة» التابعة لولاية القضارف السودانية المحاذية لإقليم أمهرا الإثيوبي. ولم يكن هذا النزاع الأول في حدوثه، لكن التوقيت ورد فعل الجيش السوداني سلطت الضوء على تلك الأزمة التي تعد ضمن الموروثات الاستعمارية لغالبية البلدان الإفريقية. و«الفشقة» هي جزء من ولاية القضارف ويشقها نهر «باسلام» إلى جانب نهري «ستيت» و«عطبرة»، وتوجد بها أراضٍ زراعية خصبة تصل مساحتها إلى 600 ألف فدان. وتمتد على طول الحدود السودانية الإثيوبية بمسافة 168 كيلومترا وتقع على مساحة تبلغ 5700 كيلومتر مربع، وهي مقسمة لثلاث مناطق، هي: «الفشقة الكبرى» و«الفشقة الصغرى» و«المنطقة الجنوبية». ويعود تاريخ أزمة تلك المنطقة إلى عام 1957، حين فرضت إثيوبيا السيطرة عليها من خلال تسلل مزارعين إثيوبيين للعمل بطريقة بدائية، ونتيجة لقبول الأهالي وجودهم عادوا في العام التالي بصحبة آليات زراعية حديثة، وحينها اعترض الأهالي ما دفع مسؤولي البلدين لعقد اجتماع اعترف خلاله الإثيوبيون بوجودهم داخل الأراضي السودانية، وبحلول عام 1962 بلغت المساحة التي زرعوها 300 فدان. وفي عام 2017، تم الإعلان عن التوصل لاتفاق لترسيم الحدود بين الجانبين، عدا منطقة «الفشقة» التي قالوا إنه ما زال يجري التفاوض بشأنها، كما أصدرت الحكومة السودانية قرارا بمنع المزارعين السودانيين من تأجير أراضيهم للمزارعين الإثيوبيين.