انتشرت في الآونة الأخيرة استغلال ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد لاحظنا صوراً ومسميات داخل صفحات التواصل الاجتماعي بعناوين مختلفة، مثل: أصحاب الهمم، فرق التحدي، الأبطال.. كلمات مزخرفة لا نفهم منها سوى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يستغلون ويستخدمون جسر عبور إلى متطلباتهم بطريقة غير مباشرة، حتى إن كانت اعتراضات صامتة على ما يحدث فهي ظاهرة مقززة شكلاً ومضموناً. لقد طغت على حياتنا المجاملات، ولكي لا أعمم ولا أظلم أحداً سوف أسميه «النفاق الاجتماعي» الذي تجاوز المعقول والاعتماد بشكل أساسي على أسلوب التّلوين والتقليب والتلاعب بالمبادئ وسقوط الأخلاق، بهدف الحصول على هدفٍ شخصي أو إعطاء صورة غير واقعية، وأياً كانت الصور فالغاية واحدة وهي إعطاء هذه الفئة المستهدفة الأماني العالية لغرض الشهرة وشفقة الناس ب«التسول الخفي»، وذلك كله يعد من التعدي على إنسانيتهم دون النظر إلى حالتهم التي تتطلب الوقوف بجانبهم ومساعدتهم على الدوام. الدولة تهتم كثيراً بأوضاعهم والاهتمام بحقّهم في التّعليم والتّأهيل والرّعاية والتّشغيل وتدريبهم، فواجبنا كمجتمع حفظهم وتحفيزهم ودعم طموحاتهم بأمور عدة: منع استخدامهم في أمور غير مشروعة (نفسياً أو معنوياً أو جسدياً أو مالياً)، وتجنب الاستهتار في التعامل مع أي موقف يخصهم، تصديرهم الاحتفالات المجتمعية، وعدم المبالغة في الثناء عليهم عند قيامهم بأعمال عادية يقوم بها أي شخص طبيعي، لا نبالغ في الشفقة عليهم. ختاماً: لا بد من الارتقاء بأعمالنا الإنسانية لتكون خالصه لوجه الله، وهذا يحتاج إلى المصداقية في التعامل، ومحاربة النفاق الاجتماعي والاستغلال، والعمل على بناء حياة عصرية قائمة على القيم الأخلاقية والدينية، وبالتالي نضمن الرقي الحضاري في المجتمع.