عندما نتحدّث عنه كمليك، فإننا نتحدّث عن "ملكٍ" مَلَك قلوب شعبه، قبل أن يكون حاكمًا لهم. وعندما نتحدّث عنه ك "قائد"؛ فإننا نتحدث عن قائد يحمي جنوده، كما يحمي الأبُ أبناءه. وعندما نتحدّث عنه ك "إنسان"؛ فإننا لا نستطيع أن نصفه إلاّ بملك الإنسانية. كم كانت فرحتي لا توصف؛ وكم كانت سعادتي غامرة؛ وكم حمدت الله -عز وجل- على شفاء مليكنا المفدى، وإلباسه ثوب الصحة والعافية، وكأنني مَن كنتُ على ذلك السرير الأبيض، وكأنني مَن كنتُ أُعاني من ذلك الألم، لأنني بالفعل كنت أتألّم لما ألمَّ بمليكنا الحبيب من الوعكة الصحية. هذا المليك الذي أشعرنا -نحن ذوي الاحتياجات الخاصة- بأننا لا نحتاج شيئًا، كيف لا ونحن نعيش في وطن يحتل فيه ذوو القدرات الخاصة مكانة غالية في قلب والدهم الحريص على شؤونهم؟، فهو مَن سخّر نفسه لخدمة شعبه، دون أن يُفرِّق بين صحيح ومعاق، لأنهم في نظره سواسية كأسنان المشط، فهو -حفظه الله- ينظر إلينا بعين الفخر والاعتزاز، لا بعين الشفقة والعطف. قد يتصوّر البعض أنني أكتبُ بشيء من المجاملة والمبالغة، خاصة وأنني طرحت في مقالات سابقة العديد من المشكلات التي يعيشها ذوو الاحتياجات الخاصة في وطننا الغالي، لكنني أتحدّث عن ملك الإنسانية الذي لا يألو جهدًا في تذليل كافة الصعاب؛ حتى يعيش أمثالنا من ذوي القدرات الخاصة في بيئة صحية. كم أتمنى أن ألتقي به -حفظه الله- وجهًا لوجه؛ لأُعبِّر له عن مشاعر الشكر والعرفان من إخواني من ذوي الاحتياجات الخاصة -لو سمحوا لي بالحديث باسمهم جميعًا- وأهنئه بالصحة والعافية، ولأنقل له تلك الرسالة التي لخصتها في كلمتين: "سلمت يا والدي".