على رغم أن وباء كوفيد-19 كشف جوانب ضعف عدة في بريطانيا العظمى (سابقاً)، إلا أنها لا تزال قادرة -في ما يبدو- على القيام بأعمال يكون لها قصب السبق فيها على مستوى العالم. فقد عيّن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (السبت) النائب البرلماني عن حزب المحافظين الحاكم ناظم زهاوي وزيراً لشؤون التطعيم باللقاح المضاد لفايروس كوفيد-19. وسيشرف زهاوي على تجهيز ضوابط تطعيم ملايين البريطانيين. وهو من مواليد بغداد، في 1967. ويعتبر ثاني أغنى نائب في البرلمان البريطاني. وفيما تجتمع لجنة من خبراء الأمصال الأمريكيين غداً (الثلاثاء) لتحديد الأولويات بشأن من يجب تطعيمهم أولاً في الولاياتالمتحدة؛ يتوقع أن تعلن بريطانيا هذا الأسبوع أنها أقرت فسح اللقاح الذي أنتجته شركة فايزر الأمريكية، بعدما ابتكره علماء شركة بيونتك الألمانية. وهكذا ستكون بريطانيا الأولى عالمياً في هذا الشأن. ومع أن روسيا والصين فسحتا اللقاحات التي أنتجها كل منهما، إلا أن فسحهما لا يعتبر معتمداً في أوروبا والولاياتالمتحدة. وتم وضع الأطباء في بريطانيا في حال تأهب قصوى، استعداداً لبدء التطعيم قبيل احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة. ومع أن بريطانيا لا تزال من ناحية قانونية عضواً في الاتحاد الأوروبي، ويلزمها أن تتقيد بقرارات الفسح التي تتخذها وكالة الأدوية الأوروبية؛ إلا أنها في سياق مسعاها للتعجيل بدحر الوباء استحدثت تعديلاً قانونياً يتيح لها فسح أي مصل في حدودها بموجب الأحوال الصحية الطارئة. وكانت وكالة الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (التي تقوم بمهمات هيئة الغذاء والدواء في البلدان الأخرى) أعلنت الأسبوع الماضي أنها أضحت تملك البيانات المطلوبة لتقويم لقاح فايز- بيونتك. وتعهدت باتخاذ قرار في هذا الخصوص في أقرب وقت ممكن، من دون التنازل عن الضوابط التي تحكم ذلك الفسح. وتتولى الوكالة في الوقت نفسه تقويم اللقاح الذي ابتكره علماء جامعة أكسفورد، وتنتجه شركة أسترازينيكا. وأشارت صحيفة «الغارديان» أمس الأول إلى أن مستشفيات المملكة المتحدة تلقت تعليمات بأن تكون جاهزة للحصول على جرعات لقاح فايزر- بيونتك خلال الأسبوع الذي يبدأ في 7 ديسمبر القادم، إذا تم فسحه. وأعلنت الحكومة في لندن أنها وقعت اتفاقاً مع شركة فايزر ستحصل بموجبه على 40 مليون جرعة من لقاحها، ستكون كافية لتطعيم 20 مليون بريطاني. وقالت إنها اتفقت مع أسترازينيكا على شراء 100 مليون جرعة من لقاح أكسفورد. وتقول لندن إنها أبرمت حتى الآن اتفاقات ستوفر لها 255 مليون جرعة من 7 منتجين للقاحات مضادة لفايروس كورونا الجديد. ويبلغ عدد سكان بريطانيا 67 مليون نسمة، يعتقد أن كوادر الخدمة الصحية الوطنية العاملين في الخطوط الأمامية للحرب على كوفيد-19، وسكان دور رعاية المسنين سيكونون الفئة الأولى التي ستحصل على التطعيم. وأكدت صحيفة فايننشيال تايمز (السبت) أن أول جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 سيتم طعنها في 7 ديسمبر القادم. وذكرت بلومبيرغ أمس (الأحد) أن أسترازينيكا تفكر بإجراء مزيد من التجارب السريرية في العالم على لقاحها، في مسعى لإزالة اللبس الذي أشب بيانات التجارب التي أجريت في بريطانيا والبرازيل. «ختم التطعيم» على جواز السفر... ضرورة كشفت صحيفة «صانداى تلغراف» البريطانية أمس أن البريطانيين المسافرين للخارج سيتم ختم جوازات سفرهم في المطارات البريطانية بختم يؤكد أنهم خضعوا للتطعيم بالمصل المضاد للإصابة بكوفيد-19. وأضافت أن من شأن ذلك أن يحول دون حجز البريطانيين في النقاط الحدودية، بعد بدء انتعاش حركة السفر والسياحة مطلع السنة القادمة. وذكرت الصحيفة أن شركات الطيران ستطالب بأختام التطعيم على جوازات السفر قبل السماح للمسافرين بصعود الطائرات. وقال الرئيس التنفيذي لشرطة كانتس الأسترالية للطيران ألان جويس إن تطعيم المسافرين باللقاح المانع للإصابة بفايروس كورونا الجديد سيكون من ضرورات السفر خلال المرحلة القادمة. وقال ممثلا الخطوط الجوية الكورية والنيوزيلندية في لندن أمس إن التطعيم سيكون على الأرجح شرطاً مسبقاً للقيام بأي رحلة جوية.