على رغم ارتياب كثيرين في دقة المعلومات التي تطلقها الحكومة البريطانية بشأن تسارع التفشي الوبائي؛ وتململ كثيرين مما يتعبرونه قمعاً لحرياتهم الشخصية، من جراء تدابير الإغلاق، ومنع التجول ليلاً؛ إلا أن نبرة التفاؤل بنهاية وشيكة لهذه الفترة العصيبة بدأت تعلو على التشاؤم من مزيد من البؤس القادم. وتقول السلطات إنها تستعد لإطلاق أكبر حملة للتطعيم بلقاحات كوفيد-19 في التاريخ الحديث لبريطانيا. وأضاف مسؤولو الخدمة الصحية الوطنية إنهم جاهزون لبدء التطعيم قبيل حلول أعياد الميلاد، التي تصادف 25 ديسمبر الجاري. وسيكون التركيز في مستهل الحملة على تطعيم الكوادر الصحية، التي ترابط في الخطوط الأمامية لجبهات القتال ضد فايروس كورونا الجديد، وكذلك المسنين الذين تجاوزا 80 عاماً من العمر. وزادت أن برنامج التطعيم سيتواصل إلى أن يحصل كل بريطاني يتجاوز 18 عاماً على جرعته من اللقاح. وبدأ فعلياً تدريب كوادر صحية، بينهم متطوعون من المجازين في تقديم الإسعافات الأولية، على إعطاء إبرة التطعيم. وتم إنشاء 1000 مركز للتطعيم، إلى جانب 40-50 مرفقاً ضخماً للغرض نفسه. وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون، في مقال نشرته صحيفة «ميل أون صانداي» إن التطعيم بات حقيقة مؤكدة «خلال أيام فحسب». وأضاف أن الأشخاص المعرّضين أكثر من غيرهم لمضاعفات كوفيد-19 سيتم تطعيمهم قبيل حلول أعياد الفصح، في أبريل القادم. وسينتهي العمل بتدابير الإغلاق الراهنة غداً (الأربعاء). وستوضع البلاد كلها في واحد من ثلاثة مسارات جديدة. لكن معظم السكان الذين سيتم تصنيف مناطقهم ضمن المسارين الأول والثاني سيمنعون من استقبال أشخاص داخل منازلهم، ومن الذهاب إلى الحانات والمطاعم. كما أن إقامة حفلات الزواج ستظل محظورة. ونجحت بريطانيا- كما أشارت «عكاظ» أمس- في تأمين نحو 350 مليون جرعة من أبرز 3 لقاحات مرشحة لتكون أقوى سلاح لإلحاق الهزيمة بالوباء، وهي لقاحات أسترازينيكا/جامعة أكسفورد، وفايزر/بيونتك، وموديرنا. وفيما يجري تقويم نجاعة ومأمونية لقاح أسترازينيكا/أكسفورد من قبل السلطات المعنية بفسح الأدوية والأمصال الجديدة؛ أكدت صحف لندن أمس أن بريطانيا ستعلن فسح لقاح فايزر/بيونتك الأمريكي الألماني قبيل نهاية الأسبوع الحالي.