أثار رأي الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد في رواية الطيب صالح «موسم الهجرة إلى الشمال» التي وصفها بالعادية والباهتة العديد من ردود الأفعال المختلفة والمتسائلة والمحتجة كذلك. وقال الرشيد في تغريدة على حسابه في تويتر، قرأت رواية (موسم الهجرة إلى الشمال)، وأتممتها مغالباً نفسي، ولم أجد ما يدعو لذلك التبجيل الذي حَظِيت به. هي رواية عادية باهتة، لا تفرّد فيها. أظن أننا نقع تحت سطوة الرأي الشائع وتأثيره، فنخشى مخالفته. هذا الرأي لم يرق بطبيعة الحال لعشاق الرواية الذين رأوا أنّ كلام الدكتور الرشيد مرسل ولا يتقبله نقاد الرواية ولا قراؤها الذين رأوا فيها جمالاً في الفكرة والكتابة، إذ ذكر الدكتور حمد الهزاع أن هذه الرواية لم يكن يوجد عند العرب رواية تضاهيها في سؤال الهُوية، خصوصاً في مرحلة ما بعد الاستعمار، فهي مثال كبير لأسئلة الذات عن الذات. وأضاف: إنها تمثل نبوغاً مبكراً في تناول فكرة وجود المثقف المغترب، وفكرة القطيعة التاريخية والثقافية بين الشرق والغرب، ثم ذلك التمازج السلبي بينهما، فيما أكد علاء أبو حربة أنّ المشكلة ليست في الطيب صالح ولا روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» لأنها كتبت سنة 1966 وصنفت كواحدة من أفضل 100 رواية عربية، ولكن المشكلة في القارئ الذي وصفها الآن ببساطة بالباهتة! وطالب أبو حربة الرشيد بتقديم نقد واضح عن الرواية؛ لتعمّ الفائدة، وليس بنسف العمل بتغريدة؛ لأنّ ذلك سهل جداً! أما أحد القراء فقد طالب الدكتور الرشيد باختيار مجموعة من الرويات التي يراها حريّةً بالقراءة والاهتمام لجمال أسلوبها وموضوعها، وكان رد الدكتور الرشيد أنه ليس من أصحاب هذا الفن؛ لأنه في الرواية قارئ عابر، أي أقل درجة من القارئ الهاوي. فيما أكد الكاتب والقاص محمد الراشدي أنّ من يقرأ «موسم الهجرة إلى الشمال» بعقلية: «تنورتها من أذرعات»، فلا بد له أن يسلق في حقها أحكاماً من نوع «استنوق الجمل»!