ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب أقيمت مساء أمس ندوة (الطيب صالح رحلة الابداع) شارك فيها الدكتور: عبدالرحمن الخانجي وعبده خال والدكتور: محمد رشيد ثابت وأدارها علي الشدوي. تحدث بداية الدكتور ثابت عن رحلة الابداع للطيب صالح من الواقعية المحلية في عرس الزين الى الواقعية الرمزية في موسم الهجرة إلى الشمال، مستعرضا علامات الواقعية المحلية في عرس الزين هي الفضاءات المكانية والزمانية للبلاد السودانية،التي تلمس فيها المحاضر واقعية الحبكة في عرس الزين، كما تناول ثابت الواقعية المحلية تمر عبر اساليب منها اسلوب الاسترجاع، وكثافة حضور اللهجة السودانية مما يستوجب على الراوي شرحها ونلحظ دقة الوصف واحتفائة بمحلية الموصوفات. ومضى ابن رشيد في مستعرضا رواية موسم الهجرة إلى الشمال مشيرا إلى ما غلب عليها من الرمزية حيث تتحول الرواية من الذهاب للمعنى مباشرة في عرس الزين إلى الايحاء له في موسم الهجرة للشمال فرموز الواقعية تتعقد فهي تتجاوز النطاق المحلي وتستغرق عديد السنوات. وأضاف بأن الطيب تشعب في الاسلوب الروائي، وتحول خطابه الروائي من الاخبار الى الايحاء ومن الاستكشاف الى التدبر. واختتم حديثه بقوله: نتبين ان اسلوب الطيب صالح الروائي يتنوع ويتطور، ينتقل من الوصف الاخباري إلى متعة التعبير عن الافكار المعقدة على لسان البسطاء فمن سمة الاصالة متمثلة باللون المحلي في عرس الزين الى سمة المعاصرة في موسم الهجرة الى الشمال بعد ذلك تحدث الدكتور الخانجي حول قراءة الغرب للطيب صالح، ومشافهات الطيب صالح -النص الموازي- مشيرا إلى أن للطيب صالح رؤية خاصة في الابداع فكان يقول «ليس الابداع عادة تكتسب ولامهنة تحترف»، ولو اراد ان يصدر كل عام اصدار لاستطاع ولكنه أيضا يقول «بأن النص يختارك قبل ان تختارة ولا اعد نفسي كاتبا محترفا ولكني هاويا». وأضاف الدكتور خانجي بأن الطيب صالح يكتب عندما يتلبسه النص ويصبح لديه مايقوله ونظلم الطيب كثيرا عندما لانراه إلا روائيا فقد كان اعلاميا شاملا وكان مثقفا وكان يلزم نفسه بالقراءة وليس للكتابة. ومضى خانجي متسائلا كيف قرأ الغرب الطيب صالح، فيذكر بأن موسم الهجرة طرح الصراع بين حضارتين برؤية عربية واسلامية والغرب ينظر بعين مختلفة، فلم يضيفوا إلى ماكتب النقاد العرب، فلم يكن الطيب نكرة لهم، والذي اراه ان ترجمة روايات الطيب خيانة لنصة لانها حالت دون فهم الغرب لرواياته فقيمة اعماله في اللغة التي كتبت بها، فاللغة هي القيمة الفنية ومن هنا كان رأيي ان لاتترجم رواية بندر شاه. واختتم خانجي حديثه بقوله: في تقديري ان الطيب صالح لم يقرأ بعد وان النقد القادم سوف يكتشف مايخالف الرؤية النقدية التي كانت في الستينات. بعد ذلك تحدث عبده خال عن الجوانب الانسانية والشخصية للطيب صالح بقوله حضرت للطيب صالح الكثير من المحاضرات والندوات فشخصية الطيب صالح ودودة لطيفة يشعرك بشيء من الاخوة والمودة والصداقة قلما تراه ضاحكا ولكنه يضحكك في بعض اعماله، محب للحياة، وحول توقف الطيب صالح بعد رواية موسم الهجرة الى الشمال ذكر خال بأن هذه الرواية حققت نجاحا كبيرا فخشي أن تحترق جذوة اهتمام الناس به فيما تبقى له من الابداع، وربما ان يكون خشية ان النجاح المهول في موسم الهجرة الى الشمال جعل المبدع داخل الطيب لا يستطيع تجاوز هذه الرواية.