وصف الدكتور عبدالله الفيفي تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالحلم الذي تحقق أخيراً، معبراً عن أمله بأن ينهض المجمع على أُسسٍ جديدة وبقُدرات تتناسب مع أهميته ومع مكانة المملكة وما تُعقد عليه من آمال. وأضاف أن للمجامع أدواراً متنوِّعةً في حفظ اللغة، وإحياء التراث، ونقل العلوم والمعارف عبر الترجمة، والتعريب، والمواكبة الاصطلاحية للمستجدات في ميادين الصناعات والتقنيات. وكشف الفيفي عن تفاؤله بربط مجمع الملك سلمان للغة العربية بوصف العالمي «لأن ذلك يدل على رؤيةٍ نتمنى تحقيقها في ربط اللغة العربية بالعالم، كما أن صفة «العالميَّة» توحي بالرغبة في تجاوز العثرات في مجامع اللغة العربية الأخرى». وأكد الفيفي على أهمية وجود مجمع لغوي ينطلق من المملكة بحجم وقيمة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في العصر الراهن الذي تزداد فيه مهددات اللغة العربية والتي يرى أنها داخلية وخارجية «فمن الداخل هناك اللهجات العامية، وضعف التعليم في مجال اللغة العربية، والإعلام الذي انحدر سنوات ضوئية عن ماضيه قبل عقود، ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مؤثرة بشكلٍ كبير خاصة على لغة الأطفال والناشئة. أما خارجياً، فطغيان اللغة الأجنبية في التعليم الجامعي وفي كثير من المرافق، وأصبحت تُستعمل اللغات الأجنبية بغير ضرورة، وتسمى عقد النقص الحضاري وعدم الوعي بضرر ذلك على الهوية واللغة والثقافة؛ بحيث أصبح العربي مجرد تابع لغيره، من الغرب والشرق، بلا شخصية، ولا لغة يستعملها، حتى مع بني قومه». واستطرد الفيفي في حديثه عن حلول للمُهددات قائلاً: «أن تُدرس اللغة دون جعلها لغة عمل وعلم وابتكار وصناعة وثقافة وإعلام فهذا لا يكفي للوصول إلى الغايات المُثلى. والمجمع يأخذنا خطوة في هذه الطريق من خلال التعريب، وجعل اللغة العربية لغة الثقافة، والإعلام، والعلم، والعمل، ومواكبة المصطلحات الحديثة». موضحاً أن تعزيز «الذكاء اللغوي الاصطناعي» الذي سيكون أحد أدوار المجمع هو جانب تعزيزي لقيمة اللغة وحضورها «وقبل ذلك ينبغي أن تكون تلك اللغة صالحة، وحيَّةَ الحضور بين أهلها. ثمَّ تأتي المعزِّزات الحضارية لترسيخها ونشرها، والأساس أنه ليس ثمَّة إبداع ولا فكر بلا لغةٍ صالحةٍ لنهوض الإبداع والفكر». مستشهداً بدولٍ أحيت لغاتها «الميتة» منذ آلاف السنين، ومن ثم جعلتها لغة التعليم والصناعة والتداول الحضاري. يذكر أن تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يأتي ضمن مبادرات وزارة الثقافة لخدمة الثقافة العربية، وسيتولى المجمع مهام متنوعة تُعنى بتعزيز حضور اللغة العربية، وإبراز مكانتها، وإثراء المحتوى العربي في مختلف المجالات والتطبيقات الحديثة.