لا يزال السباق متواصلاً بلا انقطاع في أنحاء العالم لوقف جائحة فايروس كورونا الجديد، الذي يبدو غير مبال بما يدبره العلماء للقضاء عليه. وبشّر كبير خبراء الأمراض المعدية الأمريكي الدكتور أنطوني فوتشي بأن نهاية الصيف أو بداية الخريف ستشهد على الأرجح إتاحة دواء يعالج كوفيد-19. وقال فوتشي لموقع فيسبوك أمس، إن التركيز ينصرف إلى إنتاج أجسام مضادة تملك القدرة على معالجة المصابين بالفايروس، واصفاً إياها بأنها «طلقات دقيقة التصويب». وانتقد تعجل عدد من الولاياتالأمريكية إعادة النشاط الاقتصادي قبل التمكن من وقف تفشي الوباء. وفي الهند، أعلنت شركة أسترازينيكا البريطانية العملاقة لصناعة العقاقير الطبية أنها ستبدأ تجارب سريرية على عقار أكالابروتينيب، الذي طورته لمعالجة السرطان، على المرضى المصابين بكوفيد-19، الذين يواجهون الفشل التنفسي في المشافي الهندية. وكانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت العام الماضي على هذا العقار الذي يباع تحت الاسم التجاري كالكونس. وتقوم فكرته على قمع البروتينات غير الطبيعية التي تسمح عادة للخلايا السرطانية بالتكاثر، ما يؤدي إلى وقفه. وكانت مجلة ساينس إيمينولوجي العلمية المحكمة ذكرت الشهر الماضي أن هذا العقار أدى إلى تقليص الالتهابات، وإلى تحسين أوضاع المنومين بكوفيد-19. وأكدت أن الأدلة العلمية أكدت جدوى هذا العقار لدى المصابين بكوفيد-19 ذوي الحالات المتدهورة. وذكرت أسترازينيكا أنها تقوم حالياً بتجارب سريرية على هذا الدواء في البرازيل، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وروسيا، وإسبانيا، والسويد، وتركيا. وسيوصف هذا الدواء لمرضى التجارب السريرية بواقع جرعة بالفم مرتين يومياً لمدة 10 أيام. ورصدت «عكاظ» أمس 19 عقاراً يتحدث الأطباء والعامة عنها باعتبارها تحمل بصيص أمل للإنسانية في معركتها الضارية على فايروس كورونا الجديد. ولا يوجد أي علاج معتمد حالياً لهذا الوباء. وما تتم تجربته على المصابين حصلت الشركات التي صنعته على تفويض باستخدامه بموجب الظروف الطارئة. وحتى الآن فإن العقارات شائعة الاستخدام لعلاج مرضى كوفيد-19 هي: ريمديسفير، الذي أنتجته شركة غيلياد ساينسز بشكل أساسي لمعالجة فايروس حمى الإيبولا والتهاب الكبد الوبائي، لكنه لم يحقق نجاحاً مبهراً في هذين المرضين. غير أنه أثبت قدرة على التعجيل بتعافي مصابي كوفيد-19، بحسب نتائج تجارب سريرية في أرجاء العالم. وكذلك عقار ديكساميتاسون البريطاني المضاد للالتهابات. أما العقاقير التي أسفر استخدامها عن نتائج مختلطة، فتشمل فافيبير الذي طوره اليابانيون لمعالجة الإنفلونزا. وأثبتت التجارب منذ اندلاع الجائحة فشل عقاقير عدة في مواجهة كوفيد-19، منها مزيج دواء فايروس الإيدز لوبينافير/ ريتونافير. ومنها أيضاً مزيج علاج الملاريا هايدروكسيكلوركين وكلوركين. وجاءت النتائج مختلطة ومتضاربة بشأن بلازما النقاهة، التي تؤخذ من دماء المتعافين، وكذلك الإنترفيرون، والعقاقير المخصصة لقمع اضطرابات جهاز المناعة، والخلايا الجذعية التي لم تحقق نجاحاً علاجياً في السابق.